قوبلت الحلقة الأولى من مسلسل The Last of Us باستحسان يفوق الوصف من قِبل النقاد والجماهير. شيء مُشرف لنا كلاعبين ولشبكة HBO التي أنتجت هذا المسلسل الذي يبدو عظيمًا بناءً على حلقاته الأولى ذات الطابع السينمائي القريب من اللعبة. ومثله مثل أي مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي مستوحى من ألعاب الفيديو، تطبع هذا المسلسل بالكثير من طباع اللعبة، ولكنه خالفها في طباع أخرى.
بالطبع ليس معنيًا بالمسلسل أن يتّبع اللعبة في كل جوانبها وينسخها نسخًا في كل مشاهدها، ولكن عليه أن يتأصل بأصلها ويعطي للحظاتها الأيقونية حقها لأنه في النهاية يُعد عملًا فنيًا مقتبسًا من أحد أعظم ألعاب الفيديو على الإطلاق. هدفنا من مقالة اليوم هو ملاحظة الفروقات بين المسلسل وبين لعبة The Last of Us كنوعٍ من التسلية، وهذا سيكون في إطار الحلقة الأولى فقط، خصوصًا وأن الكثير منا لم شاهد الحلقة الثانية بعد.
التركيز على تاريخ الشخصيات
في ألعاب الفيديو، يضطر المطورون إلى وضع قتالات حماسية بين الأبطال والأعداء ليُضفوا نوعًا من المتعة والإثارة، وهذا ما لا تحتاجه المسلسلات أو الأفلام السينمائية، ومسلسل The Last of Us ليس استثناءً. في المسلسل، أُتيحت الفرصة لنا لنتعرف أكثر على الشخصيات وماضيهم، وهذا جعلنا نشاهد أشياءً لم نشاهدها في اللعبة، وزاد من حِبنا وتعلقنا بالشخصيات.
استغل المسلسل الوقت المتاح أمامه ليستعرض لنا لقطات من حياة جول كمُهرّب في السوق السوداء بإحدى مناطق مدينة بوسطن. رأينا كيف أصبح جول غير مهتمًا بأي شيء تقريبًا وفقد الشغف بعد وفاة ابنته، وهذا اتضح في المشهد الذي ألقى فيه بجثة طفلٍ ميت في محرقة. ركز المسلسل أيضًا على لقطات من حياة إيلي الغابرة وكيف أمسكت بها عصابة Fireflies قبل أن تستقر مع جول.
تحطم شاحنة أبطالنا بين المسلسل واللعبة
في الجزء الأول من سلسلة The Last of Us (المكونة من جزئين)، نرى أن جول، تومي، وسارة يقودون شاحنتهم خلال سِربٍ من المشاة، وفجأة، تصدمهم شاحنة أخرى تتسبب في إطاحة شاحنة أبطالنا رأسًا على عقب، وهذا يجعل جول يركل الزجاج محاولًا إنقاذ سارة -التي أُصيب كاحلها- وسحبها من الدمار.
أما في المسلسل، وبدلًا من الشاحنة التي صدمت أبطالنا، نرى طائرة كبيرة تهبط في المدينة وجزء منها يصدم الشاحنة ليحدث نفس ما حدث في اللعبة. يهرع جول إلى زجاج الشاحنة ويُخرج سارة من الحطام، وأيضًا بنفس الطريقة والكاحل المصاب.
مقتل روبرت لم يكن على يد تيس في مسلسل The Last of Us
في تغيير واضح للأحداث، لم يُرد صنّاع مسلسل TLOU لشخصية تيس أن تكون هي من تعقبت روبرت وقامت بقتله، وعوضًا عن ذلك اختارت أن تلطخ من صورة عصابة الـ Fireflies أكثر وأكثر. وبينما كانت عصابة الـ Fireflies تداهم روبرت ومساعديه، كان جول وتيس منشغلان بالبحث عن مارلين وكيم من أجل الحصول على غرضيهما.
إذًا، وبدلًا أن تظهر تيس بشخصية أكثر قسوة ورعبًا كما كانت في اللعبة، اختار المسلسل أن يجعلها أقل حدة ويُلصق مقتل روبرت بالعصابة بدلًا منها.
مقتل حارس FEDRA بطريقة بشعة
في اللعبة، وقع كلٌ من جول، وتيس، وإيلي تحت قبضة حُراس مؤسسة الـ FEDRA بعدما اكتشفت المؤسسة إصابة أبطالنا بالعدوى، وفي تلك اللحظة، وأثناء إجراء الفحوصات الطبية على إيلي، رأينا بطلتنا تطعن أحد الحراس محاولةً الاستيلاء على مسدسه القابع بين قبضة يديه، ولكنها لم تستطع، وبينما يستعد الحارس للانتقام من إيلي، نرى جول يُطلق النيران على رأسه بمسدسه بينما تقتل تيس الحارس الآخر.
أما في المسلسل، فالحارس لم يمت بنفس الطريقة التي قتله بها جول في اللعبة. في المسلسل، وقع الحارس تحت رحمة لكمات جول التي تتابعت بشدة كردة فعلٍ لخلل جول العقلي، وبالتحديد مرض الـ PTSD، ووقتها مر شريط الذكريات أمام عينيه عندما قُتلت سارة، وفي تلك اللحظة أدرك أنه يجب عليه أن يقتل الحارس لئلا يتكرر نفس المصير المؤلم مع إيلي.