إذا كنت متابعًا لعالم الألعاب، وأزعم أنك كذلك بسبب قراءتك لهذا المقال، فأعتقد أنك صادفت شيئًا يتحدث عن أزمة يوبي سوفت. شركة الألعاب العالمية التي تمر بأزمات واضحة سواء على المستوى المادي أو المستوى المعنوي. هذا الشيء قد يجعلها عُرضة للاستحواذ كما انتشرت بعض التقارير مؤخرًا سواء ومن مصادر موثوقة مثل Bloomberg. بعد ذلك سمعنا أن هناك شركات خاصة، ليست شركة ألعاب، مهتمة بالاستحواذ على الناشر العملاق.
تقارير بلومبيرج
وفقًا للصحيفة المرموقة Bloomberg، فإن أكبر شركتين خاصتين في العالم، وهما KKR& Co. وشركة Blackstone، يدرسان السوق الفرنسي منذ فترة وجيزة، وأن كليهما أعرب عن اهتمامه بالاستحواذ على يوبي سوفت. ولكن حتى الآن، لا توجد أي مفاوضات رسمية من أي طرف من الأطراف.
مصادر موقع Kotaku
الموقع الثاني الذي يؤكد المشاكل التي تمر بها يوبي سوفت هو موقع كوتاكو. وفقًا لمصادر الموقع، فإن يوبي سوفت في محادثات مستمرة منذ سنوات مع شركات استشارية كثيرة لدراسة الأمر من الناحية المادية. يبدو أن هناك الكثير من الشركات المهتمة بامتلاك يوبي سوفت وضم الشركة الكبيرة تحت لوائها باعتبارها أحد أكبر ناشرين الألعاب في العالم، ومن الناحية الأخرى، يوبي سوفت مرحبة بالأمر.
كانا هذين أكبر مصدرين يتحدثان عن بيع الناشر الفرنسي العملاق، ولكن السؤال هنا: لماذا؟ لماذا قد يضطر المسؤولون عن يوبي سوفت الآن لبيع الشركة؟ ألا يمتلك هذا الصرح العملاق العديد من العناوين والسلاسل الأسطورية مثل Assassin’s Creed وFar Cry؟
سقطات أدت وستؤدي إلى انهيار يوبي سوفت
مشاكل بيئة العمل
بعدما كانت الشركة تحظى بسمعة طيبة، بدأت رائحة المشاكل السامة تفوح منها في مايو 2021، وتلك كانت المرة الأولى تقريبًا التي تُقاضى فيها الشركة بشكل رسمي بسبب بيئة العمل السيئة جدًا والمثبطة للعزيمة، وما زاد الطين بلة أن يوبي سوفت لم تتخذ خطوات تجاه تغيير سياساتها أو بيئة العمل.
أما عن بداية الأمر، بشكل غير رسمي، فيمكن أن نحيله إلى منتصف 2020؛ وقتها اتُهمت الشركة بالاستغلال الجنسي، وواجهت مزاعم خطيرة بدأت من الداخل قبل الخارج. الأمر بدأ مع حركة #MeToo التي ظهرت على الساحة عندما كشفت امرأة وأصدقاءها المنخرطين في أجواء يوبي سوفت السامة عن حقيقة بيئة العمل والتحرش الجنسي الذي يحصل بالداخل.
بسبب ذلك الأمر، ترك الكثير من المطورين الكِبار الشركة، وكما كشف موقع Axios، فإن عشرات المطورين ذوو المكانة بالداخل قد بدأوا بالرحيل عن الشركة خلال الستين الماضيتين. من ضمن هؤلاء المطورين أسماء كبيرة عملت على أضخم السلاسل والعناوين ليوبي سوفت مثل Far Cry 6 وAssassin’s Creed Valhalla، وهذا قد يعرض جودة تلك الألعاب إلى الخطر.
وفقًا لمصادر Axios، فإن مغادرة الكبار ستؤثر على عناوين قادمة، وخصوصًا بعدما أعلنت الشركة عن بدء العمل على تطوير نسخة الريميك من Splinter Cell.
أكد موقع التوظيف الشهير LinkedIn أنه في مدينتي تورينتو ومونتريال وحدهما، يوجد أكثر من 60 موظف قد تركا شركة يوبي سوفت خلال الست أشهر الأخيرة من عام 2021. وأحد الموظفين الذين رحلوا أكد أن المسؤولين كانوا يتجاهلون الشكوات المستمرة ويتركون موظفيهم يرحلون “ناصحين” إياهم بالمواصلة قدمًا؛ أي يشجعونهم على الرحيل.
دعم المثلية وتجاهل العرب
في شهر فبراير الماضي، رأينا يوبي سوفت تعلن عن نقل بطولة لعبتها الجديدة Rainbow Six Siege إلى خارج الإمارات بعدما احتج مجتمع المثليين على الدولة العربية ووصفها الاستمريمر BikiniBohdi بأنها بلاد للقتلة.
للأسف الشديد استجابت شركة يوبي سوفت لتلك الادعاءات والمزاعم الفارغة وألغت البطولة من الإمارات وأثبتت أنها تدعم فئة على فئة أخرى وتصدق أكاذيب عفا عليها الزمن. وقع اللاعبون العرب عريضة تخطت الـ 13 ألف لاعبًا احتجاجاً على ما تفعله يوبي سوفت، ولكنها فعلت مع العرب مثلما فعلت مع موظفيها؛ تجاهلت شكواهم!
من أفضل خيار للاستحواذ على يوبي سوفت؟
بسبب المشاكل السابقة انخفضت قيمة أسهم الشركة، وأصبح قيمة السهم بحوالي 40 دولار بعدما كان بحوالي 110 دولار في يوليو 2018، وما زال الانخفاض مستمرًا، وبعدما تركت عائلة جيلموت (العائلة المؤسسة للشركة) يوبي سوفت، أصبح الناشر الفرنسي مشاعًا للعلن. وبمناسبة عائلة جيلموت، فهم يمتلكون الآن 15% فقط من حصة الشركة.
وبالعودة إلى سؤال الفقرة، فهناك الكثير من الشركات التي تستهدف يوبي سوفت بشكل صريح، منهم الشركتين المذكورتين بالأعلى، وبالتأكيد مايكروسوفت وسوني. مايكروسوفت التي استحوذت على Activision Blizzard في يناير الماضي برقم خيالي، وسوني التي تستحوذ على استديوهات أقل، ولكن بخطة ممنهجة.
قد تكون سوني هي الشركة الأفضل لاستغلال الانخفاض المدوي لشركة يوبي سوفت خصوصًا أنها تجيد التعامل مع عناوينها بشكل أكثر من رائع، وربما إذا استحوذت على يوبي سوفت نراها تعيد سلسلة مثل Far Cry إلى أمجادها وتعيد عناوين مثل Skull and Bones إلى المسار الصحيح وتزيل مشاكلها هي وكل العناوين الأخرى.
المشكلة الوحيدة أمام سوني الآن هي سعر الصفقة بالتأكيد؛ فعلى الرغم من انخفاض أسهم الشركة، إلا أن يوبي سوفت لا تزال عملاقة وقيمتها تتجاوز عشرات المليارات، فهل يمكن أن تفعلها سوني وتخطف الأضواء من الجميع، وبالأخص من مايكروسوفت؟