زخرت 2018 بالعديد من الألعاب الرائعة، على رأسها God of War، إضافة إلى عودة Insomniac Games بقوة مع إصدارة Marvel’s Spider-Man، وإبداع روكستار في Red Dead Redemption 2 وإتاحة كابكوم للعبة Monster Hunter World لجميع اللاعبين على مختلف المنصات، الخلاصة أنه كان عامًا رائعًا والألعاب التي صدرت فيه تُعد من أفضل العناوين في السنوات السابقة بشكل عام.
ولكن، عودة God of War كانت مختلفة، فبعد غياب طويل جدًا، تعود إلينا أحد أفضل حصريات سوني على الإطلاق، وأحد أفضل سلاسل الألعاب في التاريخ بحلة جديدة بتاريخ 20 أبريل 2018، أي بعد حوالي عقد كامل من الغياب.
لم تكن العودة سهلة على الإطلاق وكانت محفوفة بمخاطر عديدة، إذ إن القصة قد انتهت وصفحات الميثولوجيا الإغريقية قد طويت، فما الجديد الذي سيقدمه لنا استديو Santa Monica؟ هذا ما جاوب عليه الاستديو وجاوبت عليه اللعبة عندما حصدت جائزة لعبة العام GOTY وأسرت قلوب الجميع، واحتفالًا بالذكرى الخامسة التي مر عليها 3 أيام، دعونا نلقي نظرة شاملة على هذه التحفة الفنية.
بداية God of War
كان ظهور God of War الأول في عام 2005 كلعبة Hack-and-Slash حصرية على البلايستيشن 2. دارت أحداث اللعبة في عالم الميثولوجيا الإغريقية أو اليونان القديمة وجعلتنا نرى الآلهة اليونانيين بمنظور مختلف مليء بالملاحم والصراعات.
استطاعت الإصدارة الأولى من GoW أن تحقق نجاحًا منقطع النظير على مستوى المبيعات حول العالم، وهذا ما عجّل باستديو Santa Monica لتطوير جزء جديد وإصداره بعد عامين من الجزء الأول، وكما هو متوقع، حقق الجزء الثاني نجاحًا مماثلًا لنجاح الجزء الأول، بل واعتبرهما الكثيرون أفضل لعبتان صدرا على جهاز بلايستيشن.
عادت السلسلة في عام 2010 بجزء ثالث على البلايستيشن 3، ومرة أخرى، نجاح يفوق التوقعات في كل أنحاء العالم، ولكن Santa Monica لم تكن تعرف أن الجزء الثالث سيكون الأخير -وقتها- الذي يحقق هذا النجاح؛ فعندما صدر الجزء الرابع والأخير -قبل إصدارة 2018- بعنوان God of War: Ascension في 2013 خيّب آمال الكثيرين، وعلى الرغم من أنه كان جيدًا، إلا أن التكرار وتشابهه مع الأجزاء الأخرى عرّضه لانتقادات كثيرة.
عودة قوية جدًا
أخذ استديو Santa Monica يفكر في الطريقة التي يستعيد بها جماهيرية السلسلة ومكانتها التي حظيت بها مع الأجزاء الثلاثة الأولى وعاد بعد استراحة محارب في عام 2018 بالجزء الذي تفوق على كل الأجزاء السابقة، عاد بـ God of War، ولكن في عالم مختلف تمامًا من الأساطير النوردية، ومع هذا العالم الجديد رأينا “كريتوس” جديد بصفات لم نعتدها عليه وهذه المرة أصبح لديه ولد اسمه “أتريوس”.
وبعد أن كان كريتوس متوحشًا لا تعرف الرحمة طريق إلى قلبه، أصبح أبًا مختلفًا تمامًا، ويُحسب لتقدم التقنية أنها جسدت لنا بطلنا برسوميات ثلاثية الأبعاد وتطور يُبرز قسمات وجهه وردود أفعاله بواقعية كبيرة، وللمرة الأولى في تاريخ السلسلة، أصبحت God of War متاحة على الحواسيب الشخصية بعد أن كانت محصورة على البلايستيشن فقط.
استطاعت GoW 2018 أن تحقق نجاحًا لم تحققه الأجزاء الثلاثة الأولى، سواء على المستوى الجماهيري أو النقدي، كما أنها استطاعت أن تحتوي على كل عناصر اللعبة الناجحة بداية من قصة رائعة بتمهيد أكثر من ممتاز، وحتى أسلوب اللعب والرسوميات.
نهاية ولا أروع للميثولوجيا النوردية
بعد 4 سنوات على صدور GoW، تصدر لعبة God of War: Ragnarok في نهايات العام الماضي، وبالتحديد في 9 نوفمبر 2022 لتمم قصة الميثولوجيا النوردية التي بدأت في 2018 وتكون خير ختام لملحمة ستظل محفورة في أذهاننا.
صحيح أن Ragnarok لم تأت بأفكار ثورية عن سابقتها، ولكن لا أحد يمكنه أن ينكر حقيقة أنها استكملت القصة بأفضل طريقة ممكنة، ومنذ اللحظات الأولى فيها ونحن نشهد على معارك تدب الأدرينالين في كامل الجسد، ويكفي أن تلعب أول ساعة في Ragnarok لتعرف مدى العظمة التي وصلت إليها.
وبعد أن انتهت الميثولوجيا النوردية، ومن قبلها الإغريقية، لا نعرف كيف سيستكمل استديو Santa Monica وسوني سلسلة God of War أو إذا ما كانت ستُستكمل من الأساس، ولكن ما نعرفه جيدًا أن هذه السلسلة كانت وستظل واحدة من أفضل سلاسل الألعاب ليس فقط في تاريخ سوني، وإنما في تاريخ صناعة الألعاب بالكامل، ونأمل جميعًا أن يتم تطوير أجزاء أخرى في المستقبل، ونتوقع حدوث ذلك، بقصص جديدة وبعوالم أكثر تميزًا.