على مدار السنوات السابقة والتي تمتد لأكثر من عقد، استطاع استديو Naughty Dog أن يبني لنفسه اسمًا قويًا بفضل سلسلة The Last of Us ومن قبلها Uncharted، وهما من أشهر وأفضل السلاسل، لن أقول فقط الحصرية للبلايستيشن، ولكن في تاريخ صناعة الألعاب بشكل عام. والأمر ليس مقتصرًا على هذين السلسلتين فحسب، بل هناك Crash Bandicoot وJak and Daxter، وغيرهما.
ولكن لعل أحد أفضل ألعاب هذا الاستديو، ومنصة البلايستيشن، هي لعبة The Last of Us 2، والتي استطاع الاستديو بها أن يرينا ما معنى أن تصنع لعبة فيديو بقصة رائعة مُكمّلة لما حدث في الجزء الأول، وأسلوب لعب متقن لأبعد الحدود. قبل TLOU 2، نجد أن هناك Uncharted، وهي السلسلة التي أخذتنا في رحلة حول العالم مع نثيان دريك خلال أجزائها الأربعة، ونحن هنا اليوم لنثبت أن هناك علاقة بين هاتين التحفتين الفنيتين.
سنتحدث عن Uncharted 4 بالتحديد، ولماذا يمكننا أن نُشبهها بالجسر، فهي استقت من عناوين مثل Metal Gear Solid وTomb Raider، أو هكذا يتضح للكثيرين، وظهرت لمساتها على عناوين أخرى مثل Control وThe Last of Us 2، فكيف؟
ما وراء تطوير Uncharted 4
بعد سلسلة استمرت لثلاثة أجزاء، صدر الجزء الرابع من Uncharted بعنوان “أنشارتد: نهاية لص” أو Uncharted 4: A Thief’s End في عام 2016. ظلت أحداث هذه السلسلة في تصاعد مستمر إلى أن وصلت إلى أنضج تجاربها في الجزء ما قبل الأخير (باعتبار أن Spin-off إصدارة The Lost Legacy هو الأخير). ما بين Uncharted 4 وسابقتها، كانت أول أجزاء TLOU، ولهذا كان اللاعبون متحمسين لتجربة مختلفة من استديو Naughty Dog، وجميعنا نعرف كيف نجحت هذه التجربة.
لم تكن عملية تطوير Uncharted 4 سهلة على الإطلاق، فالاستديو شهد رحيل كاتبة ومخرجة السلسلة القوية والمبدعة Amy Henning، وهذا أدى إلى وجود تحديات كثيرة أثناء عملية الإخراج وحتى الإنتاج، فمن ناحية كان على الاستديو أن يحافظ على مستوى السلسلة بل ويضيف إليها أشياء جديد، ومن ناحية أخرى كانت فكرة العثور على بديل أمر صعب للغاية.
ومن العثور على مخرج جديد جاء الربط الأول بين TLOU وUncharted. بروس ستانلي ونيل دراكمان توليا عملية إخراج الجزء الأخير من سلسلة Uncharted، وجميعنا نعلم أن نيل دراكمان هو مخرج TLOU. المهمٌ أن اللعبة نجحت نجاحًا كاسحًا كما نعلم وكان الاختلاف بينها وبين الأجزاء السابقة واضحًا.
اعتمدت قصة اللعبة على البيئات بشكل كبير جدًا، وأصبح التخفي من ميكانيكيات أساليب اللعب الجديدة، وهذا أعطى لمسة واقعية للعبة، وفوق كل هذا، كانت الأجواء السوداوية تطغى على Uncharted 4 بشكل واضح وأخيرًا ركزت القصة على نيثان دريك بشكل أكبر وأصبح عليه تحمل عواقب أفعاله في السابق، خصوصًا فيما يتعلق بأخيه سام.
كل هذه التفاصيل يمكنك أن تجد نظيراتها في الجزء الأول من The Last of Us والذي صدر في عام 2013، فأسلوب التخفي والسوداوية والاعتماد على البيئات كانوا موجودين في اللعبة، وهنا قد يتبادر إلى ذهنك سؤال: أليس من المفترض أن Uncharted هي من أثرت في The Last of Us وليس العكس؟ والإجابة في الأسطر القادمة.
تأثير Uncharted الواضح على TLOU
كما قلنا في البداية فإننا يُمكن أن نُشبّه Uncharted بالجسر؛ تتأثر بالعناوين السابقة وتؤثر في الألعاب اللاحقة، وهذا ما حدث بينها وبين Uncharted: The Lost Legacy وTLOU 2.
يتضح أثر Uncharted 4 على الجزء الثاني من The Last of Us في جوانب عدة أهمها الابتعاد عن الخطية والتطرق أكثر إلى النهايات المفتوحة كما حدث في مستعمرة لبيرتاليا وجزيرة مدغشقر في Uncharted. وكما اعتمدت Uncharted 4 على البيئات كما سبقتها TLOU، اعتمدت TLOU 2 هي الأخرى على البيئات وتفاصيلها وبناء الشخصيات.
وأخيرًا وليس آخرًا، اعتمد اللاعبون في The Last of Us 2 على مفكرة إيلي لتساعدهم على متابعة تقدمهم وإيجاد ما تبحث عنه، ونفس الشيء تقريبًا ينطبق على Uncharted 4 عندما كان نيثان يستخدم مُفكرة تساعده على التجول في العالم وحل الألغاز.
الخلاصة: إن تأثير Uncharted، وبالتحديد إصدارة A Thief’s End على The Last of Us 2 كان واضحًا وضوح الشمس؛ فالتعديلات والإضافات التي قُدمت في تلك الإصدارة لأول مرة تم التركيز عليها وتحسينها في TLOU 2 لتخرج لنا في النهاية واحدة من أفضل الألعاب الحصرية لسوني على الإطلاق.