عادةً ما يشيع عن ألعاب التصويب من المنظور الأول أنها ألعابٌ تنافسية في المقام الأول، ويصعب على من لم يجربها من قبل أن يتفوق فيها على غيره نتيجة لأنها تتطلب المراس مرارًا وتكرارا. وإذا أردت أمثلة على هذه النوعية من الألعاب فستجد الكثير والكثير مثل سلسلة Call of Duty، وApex Legends، وHalf-life، وDoom، وغيرهم الكثير.
ولكن في نفس الوقت، هناك نوعية متفردة تمامًا من ألعاب التصويب من المنظور الأول وتختلف بشكل كبير عن النوع المذكور، مثل لعبة Portal. وإن كنا سنُعزي الفضل في هذا التميز والابتكار للعبة ما، فبدون أدنى شك ستكون هذه اللعبة هي BioShock، التي سارت على نفس النسق في أجزائها الثلاثة من 2007 إلى 2013.
ربما تفلتت الأمور من أيدي المطورين في الجزء الثاني من السلسلة الذي لم يكن بمستوى الجزء الأول على الإطلاق، ولكن في إصدارة Infinite، عادت الأمور إلى طبيعتها مع أفضل استغلال ممكن للتطور التكنولوجي، وبهذا جلعتا (BioShock وBioShock Infinite) السلسلة واحدة من الأفضل في تاريخ الألعاب.
وإحقاقًا للحق، فإن البعض قد لا يعتبر أن BioShock هي من تفردت بأسلوب القتالات هذا لأول مرة إذ أن أفكار القتالات مُقتبسة من الجزء الثاني من سلسلة System Shock التي صدرت في تسعينيات القرن المنصرم، ولكن شتان بين هذه وتلك، فسلسلة بايوشوك طورت وأضافت الكثير على فلسفة System Shock 2 ما جعلها تتسيد المشهد. وبشكل عام فإن الجزء الأول من السلسلة، بالإضافة إلى Infinite أضافا الكثير إلى الصناعة، وهذه نبذة عن سحريهما.
لهذا السبب نحب BioShock Infinite
على النقيض تمامًا من عالم الجزء الأول من سلسلة بايوشوك الذي يقع تحت الماء، نرى أن أحداث إصدارة Infinite تقع في السماء! نعم، فعالم اللعبة ما هو سوى مدينة مُشيدة في السماء بين السحب بالمعنى الحرفي. هذه المدينة تُسمى كولومبيا وهي مدينة يطغى عليها السحر الأمريكي المبهر في أوائل القرن العشرين. كل شيء يبدو مثالي، السكان مبتهجين، والألوان الزاهية، ولا شيء يوحي بالقلق، إلا أن الأمور ليست كذلك على الإطلاق، وما هذه الهالة السماوية ذات الألوان المبهجة سوى ستار يخفي وراءه الكثير من الشر، ويفسد التوقعات.
تحتوي اللعبة على الكثير من الإسقاطات كالعادة، ولكنها ممتعة إلى أبعد الحدود ولن تحتاج إلى التركيز جيدًا طوال الوقت. وعلى الرغم من أن اللعبة بها مفهوم الأكوان المتعددة، إلا أنها تظل مخلصة للسرد القصصي الخطي ولن تتشتت كلاعب لم يركز طوال الوقت سوى في النهاية ربما.
العلاقة بين البطل بوكر وزميلته إليزابيث هي علاقة قوية ومكتوبة بشكل سلس. في البداية نرى بعض التقلبات بينهما، ولكن مع الوقت تشتد أواصر هذه العلاقة ويعتمدان كليًا على بعضهما البعض. بشكل عام، استطاعت اللعبة أن تربح المعركة على الكثير من الجوانب بذكائها وبحسن توظيف العناصر، ومهما يكن توجهك وطريقتك التي تحب أن تستمتع بها بألعاب الفيديو، فلن تجد أي تعارض بينها وبين Infinite وحتمًا ستستمتع بها.
التحفة الفنية التي بدأت كل شيء
للوهلة الأولى، قد يُخيل إليك أن هذه اللعبة ما هي سوى لعبة نمطية من ألعاب الرعب ذات المنظور الأول، ولكن هيهات هيهات! إذا أردنا أن نصف بايوشوك 1 سريعًا فحتمًا ستكون “تحفة فنية” بكل المقاييس. عالم اللعبة عبارة عن ساحة كبيرة من الهرج والمرج. مع كل خطوة تخطوه ستكتشف تفاصيل جديدة على جدران عالمها. تنوع الأسلحة والأعداء كان مُرضيًا إلى حد كبير، والبيج داديز حدث ولا حرج، فهم أيقونة بايوشوك.
أعداءك الحقيقيين لن تتعرف عليهم في البداية، ومع الوقت ستتكشف التفاصيل المروعة وكيف بُنيت هذه المدينة الفاضلة من الأساس. طوال الرحلة ستشعر بالأنس والوحدة في نفس الوقت. نظام الـ RPG جيد جدًا، وطالما انتبهت وأعرت اللعبة اهتمامك، ستلاحظ الاسقاطات السياسية، وكل ما تريد اللعبة أن تبثه فيك من رسائل موجودة على أرض الواقع.
مدينة رابشر التي بناها أندرو رايان خوفًا من توابع الحرب العالمية هي مدينة فاضلة كما يقول الكتاب. مدينةٌ غارقة تحت البحار وبها من السحر ما سيأسرك حتمًا. أغلب الظن أنك ستختم هذه اللعبة أكثر من مرة بسبب جمالها وتعلقك بها وبسحرها وبتأثيراتها الصوتية.
بشكل عام، استطاعت BioShock وBioShock Infinite، أن تغيران من منظور اللاعبين لعناوين التصويب من المنظور الأول، وخصوصًا ألعاب المنظور الأول ذات طابع الرعب. كلاهما قدم الكثير من الأشياء الأيقونية سواءً على مستوى العالم أو القصة أو حتى الأعداء وتنوعهم.