يُعرف المخرج المبدع هيديو كوجيما لدى اللاعبين بأنه المبتكر العظيم وراء سلسلة Metal Gear والتي شكلت ثورة في عالم الألعاب وفي فئة ألعاب التخفي Stealth Genre. آخر ألعاب تلك السلسلة الرائعة كانت Metal Gear Solid 5: The Phantom Pain والتي تميزت بأسلوب لعبها المميز والأسلحة الكثيرة الجديدة التي أضافت خيارات أكثر مرونة أمام اللاعبين للقضاء على الأعداء.
من المعروف أيضًا عن كوجيما أنه ظل يعمل مع كونامي حتى 2015، وأن أول لعبة له بعد الانفصال عن الشركة اليابانية العريقة كانت لعبة Death Stranding من تطوير استديو كوجيما الخاص وهو Kojima Productions. هي لعبة AAA مليئة بالمساحات، وبها من التعقيد ما جعل الكثيرين ينعتها بلعبة البعض فقط.
وأخيرًا، كشفت مايكروسوفت عن تعاون كبير بينها وبين هيديو كوجيما بشكل حصري؛ ومنتوج هذا التعاون سيتمثل في لعبة جديدة تستغل قدرات مايكروسوفت السحابية، فكيف ستشكل هذه التكنولوجيا فارقًا مع اللعبة الجديدة؟
كيف حدث التعاون بين كوجيما وميكروسوفت؟
بداية، يجب أن نعرف كيف بدأ التعاون بين هيديو ومايكروسوفت؛ فمن المعروف عن كوجيما أنه تعاون مع سوني وطور لهم Death Stranding بشكل حصري على أجهزة البلايستيشن، فكيف جاء هذا التعاون المباشر مع عدو سوني اللدود؟
بدأ الأمر في حفل الألعاب الصيفي Summer Game Fest الذي أُقيم في بدايات هذا الشهر. وقتها أعلن هيديو بنفسه أن الاستديو الخاص به Kojima Productions يتعاون مع ميكروسوفت من أجل إنتاج لعبة جديدة حصرية لمنصة الإكس بوكس. استغرب الكثيرون كما قلنا، إلا أن فئة قليلة متابعة لما يحدث لم يصبها أي اندهاش؛ فهذا التعاون كان قد خرج له بعض التسريبات منذ مدة ليست بقصيرة.
هيديو كوجيما يقول بأنها اللعبة المنتظرة
كشف كوجيما أنه انتظر وقتًا طويلًا للغاية من أجل صنع هذه اللعبة، وفيما معنى كلامه، أنه تمنى هذه اللعبة منذ زمن طويل، وأن هذه اللعبة ستستغل قدرات السحابة لدى مايكروسوفت، ولكن المشكلة الوحيدة والمتوقعة أننا سنضطر للانتظار طويلًا من أجل رؤية هذه اللعبة.
أصاب المتابعون بعضًا من الإحباط، وهذا بسبب اقتصار الإعلان على هذه المعلومات الضئيلة فقط؛ إذ لم يتم الكشف على أي شيء تقريبًا سوى الأشياء التي ذكرنها، حتى أننا لم نعرف اسم اللعبة، على الرغم من خروج بعض الشائعات التي تقول بأن اسمها سيكون Overdose، وستكون من بطولة شخصية Death Stranding النسائية الشهيرة. كما أنه يُشاع أن اللعبة ستكون من فئة الرعب أيضًا.
كيف ستستفيد اللعبة من قدرات ميكروسوفت السحابية؟
إذا أردت أن ترى تطبيقًا عمليًا على تقنية السحابة الخاصة بميكروسوفت، فعليك أن تجرب لعبة Microsoft Flight Simulator، والتي تجعل اللاعبين يحلقون بطائرتهم عاليًا في السماء وهم يجوبون العالم أجمع ويستمتعون بمناظره. بفضل تقنية مايكروسوفت السحابية، يمكن للعبة أن تعرض خريطة للكوكب بأكمله خلال أوقات مختلفة من اليوم، سواء في الصباح أو الليل، وكذلك تُمكنهم من اختبار ظروف الجو المختلفة، أي أن خدمة السحابة باختصار، تجعل محاكاة الواقع أمرًا واقعيًا.
هذه هي النقطة التي يمكن لهيديو كوجيما أن يستغلها، وبالتأكيد سيستغلها، وسيجعل لعبته تحاكي ظروف العالم الحقيقي بشكل واقعي تمامًا كما في اللعبة السالف ذكرها. فعلى سبيل المثال، قد يجد اللاعبون الذين يلعبون بالمساء، ظروفًا غير التي يواجهها لاعبو الصباح. من مميزات تقنية السحابة أيضًا أنها قد تجعل اللاعبين يتشاركون في خريطة واحدة حتى إذا كانوا يلعبون بشكل فردي.
الجدير بالذكر أنه من الصعب للغاية التنبؤ بما يمكن لهيديو كوجيما أن يفعله بهذه التقنية في المستقبل وفي لعبته الجديدة القادمة، ولكن اعتمادًا على ما قدمه لنا المخرج العبقري في السنوات القليلة الماضية، يمكننا أن نتنبأ بمستقبل واعد أو على الأقل بجودة اللعبة القادمة لكوجيما.