بعد حوالي عشر سنوات من لعبته الأخيرة، سيعود إلينا ماكس باين مرة أخرى، فاستديو Remedy Entertainment أعلن مؤخرًا في بداية هذا الشهر نسخة الريميك للجزء الأول والثاني من السلسلة، وستأتي نسخة الريميك على البلايستيشن 5، والإكس بوكس سيريز X|S، والحاسب الشخصي. سيتم تمويل المشروع من روكستار بنفسهم وسيكونون الناشر أيضًا. لا يزال الإنتاج في مرحلته الأولى، والتطوير سيكون على محرك الشركة Northlight game Engine، وهو نفس المحرك الذي استخدم في لعبة Control عام 2019.
على الرغم من أن نسخة الريميك القادمة ليست استكمالًا مباشرًا لأحداث الجزء الأخير، إلا أننا متحمسون جميعًا لرؤية بطلنا مرة أخرى بعد غياب استمر لأكثر من عقد كامل. وإذا أرادت نسخة الريميك أن تنجح وتعُجب الجماهير، فعليها أن تحذر مما وقع فيه الجزء الأخير.
ماكس باين يفضل الأجواء الظلامية
على عكس الجزء الأول والثاني، تقع أحداث الجزء الثالث من لعبة ماكس باين في مدينة ساو باولو في البرازيل، وهي دولة معروفة بطقسها المشمس وأماكنها المزدحمة. عالم اللعبة بعيد كل البعد عن الظلامية وشوارع نيويورك المخيفة التي كانت في اللعبتين السابقتين. هذا الانتقال بين العوالم جعل ماكس باين يبدو كسمكة تخرج من الماء.
ماكس باين يعمل جيدًا في الأجواء الظلامية والطقس القاتم، وهذا الأمر يعكس حالته العقلية المظلمة والمشتتة، تلك العقلية التي تشك في نفسها باستمرار وتنظر إلى الحياة بنظرة تشاؤمية. من المفترض أن تعود تلك الأجواء الظلامية المميزة في نسخة الريميك، لأنها ببساطة نسخة “ريميك”، وهذا الأمر سيضمن جزءًا لا بأس به من النجاح، وسيعيد اللاعبين إلى ذكريات رائعة.
توازن الشخصيات
ولأن نظرة ماكس باين تتمتع بالسوداوية وجب وجود شخصيات أخرى توازن هذا الجانب من شخصيته، وهنا يأتي دور Raul Passos، وGiovanna ليعادلوا هذا الجانب بنكاتهم ونظرتهم التفاؤلية للحياة. كلاهما أصغر من ماكس باين، ومرا بأحداث أقل صعوبة وهذا يبرر نظرتهم الجيدة للحياة، ويدفعانه للتغيير، ووجودهم بجانب ماكس يجعلان منه رجلًا أفضل.
أما بالنسبة لأعداء ماكس، فيجدر التركيز عليهم أكثر قليلًا؛ فشخص مثل فيكتور برانكو معقد بطريقة جيدة تجعله لا يُنسى.
القصة التي تحيط بالشخصيات بشكل عام عليها أن تُثَبّت، ولحسن الحظ استديو ريميدي لديه تجربة ناجحة مع أول جزئين.
التركيز على الأكشن
بينما نعرف جميعًا أن الأجواء العامة والقصة في غاية الأهمية، علينا أن ندرك أيضًا أهمية الأكشن الذي لا يمكن أن نرضى بدونه في ألعاب ماكس باين. على ريميدي أن تعرف أن اللاعبين يحبون الأكشن بقدر ما يحبون القصص الظلامية.
فهم الجزء الثالث وتميز في هذه النقطة عن طريق السماح للاعبين بالتحكم في الأماكن التي يمكن لماكس أن يستخدم فيها مسدسه بحرية. جميعنا نتذكر لقطات الأكشن التي تقع أحداثها في أزقة أو ممرات ضيقة جمعت بين سرد القصة وأسلوب اللعب.
في هذه اللقطات كنا نرى ماكس يجمع بين السلاسة السينمائية وأسلوب القتال الممتع بالأسلحة ليرنا مزيجًا ممتعًا جعل تلك اللقطات تعلق بأذهاننا.
إحياء الكلاسيكيات
لعبة ماكس باين 3 تمكنت من تحديث الكثير من عناصر الجزأين الأول والثاني ودمجهم في جزء واحد عصري وجديد. على الرغم من عدم ارتقاءها لمستوى الأجزاء السابقة، إلا أنها أضافت عناصر جديدة أيضًا مثل الغطاءات التي يحتمي بها ماكس عندما يتوسط إحدى المعارك. عادت مخففات الألم أو الـ Painkillers لتكون وسيلة الشفاء الأساسية. ماكس نفسه ظهر بهيئة أكثر نضوجًا وهذا أمر طبيعي.
عناصر الأجزاء الأولى كان مرحبٌ بها جدًا في الجزء الثالث من ماكس باين، ليس لأنها من الكلاسيكيات فقط، ولكن لأنها وُظفت بشكل جيد أيضًا؛ فبسبب التقدم الطبيعي لماكس باين في العمر، اضطر صاحبنا إلى استخدام الكثير من مخففات الألم، وبسبب ترويّه واستخدام أساليب جديدة في القتال، كانت الأغطية أو الحواجز التي يحتمي بها شيئًا لا بد منه.
وقت الطلقات
وأخيرًا حان وقت الحديث عن أهم ما يميز السلسلة، وهي وقت الطلقات. تلك المزية التي تمكن بطلنا من إطلاق النيران بشكل بطيء على الأعداء في مشهد سينمائي لطالما عُرفت به السلسلة. هذه المرة قد تستخدم ريميدي تلك المزية بشكل أكثر واقعية وبطريقة أكثر سينمائية. إذا لم نر ماكس وهو يطلق النار على أعدائه في حركة بطيئة كما اعتدنا فسنصاب بإحباط كبير.
وفي النهاية، كل ما علينا فعله الآن هو الانتظار ورؤية كيف سيتم توظيف اللعبة في شكلها الجديد خصوصًا أنها قادمة فقط على أجهزة الجيل الجديد، والحاسب الشخصي.