بعد أعوام من الانتظار أصدر المطور Mundfish لعبته الوحيدة -تقريبًا- والمنتظرة منذ سنوات طويلة. لعبة Atomic Heart هي لعبة خيال علمي تم الإعلان عنها للمرة الأولى في عام 2017، وها هي أخيرًا تصدر منذ ساعات فقط. وبعد هذه الفترة الطويلة من الانتظار المؤلم، كان من المتوقع أن تُقابل اللعبة بترحاب شديد وبأذرع مفتوحة من اللاعبين لتتسع أحضانهم لها، ولكن ما حدث كان عكس ذلك نوعًا ما، أو على الأقل من فئة ليست بقليلة من الجماهير.
تفاوتت الآراء بشكل واضح وانقسم اللاعبون على تقييم Atomic Heart؛ انقسموا على كل شيء تقريبًا بداية من أسلوب اللعب والقصة وحتى الشخصيات. ولكن الشيء الأهم من ذلك والأكثر وضوحًا هو أن جُل هذه التقييمات تنبع من آراء سياسية سنتعرف عليها بالتفصيل في مقالة اليوم.
ولكن قبل أن نعرف السبب الذي أدى إلى ترنح تقييمات Atomic Heart، يجب أن نعلم أن هناك ألعابًا كُثر حدث معها نفس الشيء، ولا يستلزم السبب أن يكون الداعي سياسيًا، ولكن الفكرة وما فيها أن ألعاب الفيديو أذواق وما يعجبك قد لا يعجب غيرك، ويجب دائمًا أن ننحي العاطفة والأمور التي لا داعي لإقحامها في الترفيه مثل الدين أو السياسة، لأنها في كثير من الأحيان تسبب تحول بيننا وبين الاستمتاع وتحجب الرؤية.
لسوء الحظ وقعت Atomic Heart ضحية أجندات سياسية أثرت على تقييمها وأجبرت الكثيرين ممن أعطوها تقييمًا سيئًا على هذا التقييم رُغم أنهم قد يكونوا استمتعوا بها وبكل شيء فيها، ولكن لا صوت يعلو فوق صوت الأيدولوجيات. ولمعلوماتك يا عزيزي القارئ، هذا لا يعني أن اللعبة أعجبتني -وليس معناه أنها لم تعجبني كذلك-. تقييمنا نحن ليس مهمًا وليس معقل حديث اليوم، ولكن المهم هو أن نعرف سبب الهجوم الشديد على اللعبة والذي يجعل تقييماتها متقلبة كأمواج البحر.
صحيح أن هناك هجومًا ظالمًا على Atomic Heart إضافة إلى أن هناك الكثير من الأشياء التي اختلف عليها المراجعون، ولكن هذا لا يعني أن النقاد لم يتفقوا على فنيّات معينة. هذه الفنيات المُتفق عليها من قِبل معظم المراجعين هي ما سنتناولها في البداية.
أولًا، يتفق معظم النقاد على أن عالم اللعبة مميز ورائع وكل شيء فيه تقريبًا يستحق الثناء. أيضًا الأداء التقني لم يتم التعليق عليه بشكل سلبي سوى في نطاقات محدودة للغاية وهذا بسبب بعض المشاكل الفنية البسيطة. ولكن بشكل عام، ومن منظور بصري، يرى النقاد أن تصميم العالم مُبهر.
هل قصة Atomic Heart هي المشكلة؟
أوجه الاعتراضات كلها تبدأ من القصة والشخصيات وحتى تصميم أسلوب اللعب. يدّعى الكثيرون أن الحوارات ليست مصقولة إطلاقًا، وخصوصًا حوارات البطل P-3، وأن الكليشيهات موجودة بكثرة وكانت تستحث الغثيان في أحيان قليلة. وعلى الرغم من استمتاع البعض بالمعارك، إلا أن البعض الآخر يجدها سطحية. كل هذا ولم نأت على ذكر الأعداء والزعماء، والذين يقعان تحت طائلة نفس الاختلاف؛ البعض يرى الأعداء غريبة التصميم وتفتقر إلى العمق، والبعض الآخر يرى العكس ويقول بأن هناك تنوعًا ملحوظًا في الأعداء وأسلوب اللعب.
ولكن هل القصة فعلًا بهذا السوء؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال أريدك أن تعرف أن اللعبة روسية، وفي خضم الحرب الروسية على أوكرانيا وهياج الغرب على روسيا وفرض العقوبات عليهم والتضييق على كل منتج روسي، حتى وإذا كان ترفيهيًا، هو ما يخلق أيدولوجيات ليس لها داعي، ولعلّك فهمت ما أريد قوله.
قصة اللعبة تحكي عن عالم موازي فازت فيه روسيا بالحرب العالمية الثانية ووصلت بالتقدم العلمي والتقني مبلغه. بالنسبة إلى شخص ليس مهتمًا بالسياسة فبالطبع لن يُقيم اللعبة على أساس القصة نفسها لمجرد القصة، والحكم سيكون على كيفية سير هذه القصة وليس على فحواها نفسه طالما لا ينشر أفكارًا ضارة، ولكن بالنسبة للغرب ومن يُعادي الروس، فإنهم سيحكمون على القصة لمجرد القصة، وهذا أحد أهم الأسباب اختلاف التقييمات.
Atomic Heart لا يمكن أن تكون بهذا السوء
في النهاية، وبشكل عام، لم أجد نقدًا موضوعيًا يختلف على أن رسوميات اللعبة مدهشة وتستحق أن تجرب اللعبة لأجلها فقط. البيئات أيضًا لم تكن بالاستثناء وتنوع تصميماتها كان واضحًا ومميزًا. وأخيرًا وليس آخرًا ما يتفق عليه الجميع تقريبًا هو التصميم الصوتي وموسيقى اللعبة الحماسية لأبعد الحدود وتضيف كثيرًا للمعارك، ولولاها لم تكن لتخرج المعارك بنفس الحماس.
وأنت يا عزيزي القارئ عليك أن تحكم على الألعاب من النواحي الفنية والتقنية فقط ولا داعي لإقحام السياسة في موضعٍ ليس بموضعها. ننتظر آرائكم بشأن لعبة Atomic Heart، ونتمنى أن تنحوا كل العواطف والأيدولوجيات جانبًا.