على الرغم من قلة الميزانية التي تحتاجها الألعاب المستقلة مقارنةً بالألعاب الـ AAA، إلا أن هذه الأولى قد تفوق الثانية من حيث الجودة في الكثير من الأحيان، ولنا في آخر العناوين المستقلة القوية للغاية Stray خيرُ مثال. عادةً ما تُظلم العناوين المستقلة بسبب التهميش الموجه لها لقلة الميزانية ولاعتقاد البعض أنها ستكون رديئة مقارنة بما نراه حاليًا من رسوميات قوية وغيرها من التقنيات التي تتطلب ملايين الدولارات، وبالطبع هذا ليس صحيحًا.
بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وشعبية بعض العناوين -مثل Among Us- في السنوات القليلة الأخيرة، بدأ الضوء يُسلط على هذه النوعية من الألعاب. وكعرفان بمجهودات الألعاب المستقلة، سنتناول إحدى الأمثلة الشهيرة في مقالتنا اليوم وسنتحدث عن جودتها ولماذا تستحق أن تجربها. نحن نتحدث عن اللعبة الجماعية Don’t Starve Together، إحدى أجزاء سلسلة Don’t Starve.
هذه اللعبة من تطوير استديو Klei Entertainment، وهو نفس الاستديو الذي طور Shank and Mark of the Ninja. صدر الجزء الأول من Don’t Starve في عالم 2013، وكان واحدًا من مفاجئات ذلك العام القوي الذي شهد ألعابًا عملاقة أهمها الأيقونة التي ستخلد في التاريخ GTA 5.
نجح الجزء الأول من اللعبة وصدر الثاني في عام 2015، ومن ثمَّ الجزء الثالث، وهو Don’t Starve Together في 2016، وبعدها الجزء الأخير في 2018. تميزت إصدارة Together عن غيرها في الكثير من العوامل أهمها بالطبع هي اللعب الجماعي والمتعة الشديدة الناتجة عن التعاون، وليس هذا فحسب؛ بل هناك الكثير من الأمور الأخرى ستُسرد من خلال هذا المقال.
قصة Don’t Starve Together
بدايةً، لعبة Don’t Starve Together هي لعبة جماعية مثل Minecraft أو Terraria، وقصة اللعبة تدور حول مجموعة من اللاعبين وجدوا أنفسهم في خضم البرية القاسية وعليهم أن ينجوا بأرواحهم. تحتوي اللعبة على الكثير من عناصر الـ Rougelike، وفي كل مكان في اللعبة هناك مخاطر مختلفة على اللاعبين أن يتعاملوا معها. هذه المخاطر متعلقة بشكل أساسي بحياة اللاعبين وشعورهم بالجوع على سبيل المثال، كما أنها تتدرج في حدتها؛ فقد تبدأ من العناكب وتمتد إلى الظلام الموحش.
قدمت اللعبة لنا أفكارًا مختلفة وسعت لتطبيق الكثير من المفاهيم مثل هرم ماسلو للاحتياجات عن طريق جعل اللاعبين بحاجة إلى الطعام دائمًا، وهذا لأنه لولا الطعام، لن تستطيع أن تبني القواعد أو تجرب الكثير من العناصر السحرية.
التعاون المميز
نأتي على الجانب الأهم والمميز لهذه الإصدارة بلا شك، وهو الجانب الذي تفوق فيه على أقرانه من الأجزاء السابقة، وهو الجانب التعاوني الجماعي. فبغض النظر عن أن Don’t Starve Together بها محتوى أكبر من الأجزاء الأخرى، ففكرة التعاون وعمل المهام بشكل جماعي (يصل إلى 4 لاعبين) تضفي نوعًا من المتعة لا يمكن أن تجده في أي محتوى آخر.
تقسيم المهام في اللعبة شيء ملفت للانتباه؛ فأحد اللاعبين قد يطارد الأرانب، والآخر قد يبني بيتًا للنحل من أجل الحصول على الأعسال، والثالث قد يندمج في مهمة ثالثة وهكذا. وما قد تنجزه بمفردك في أكثر من يوم، لن يتطلب منك سوى يومًا واحدًا بسبب التعاون والمتعة الآنية.
استطاعت Don’t Starve Together أن تتفوق على نفسها وبشدة في الدمج بين عناصر اللعب الجماعي وفكرة محاولة النجاة، وهذا عكس عناوين أخرى كثيرة مثل سلسلة Monster Hunter ومشاكل اللعب التعاوني واعتماد صعوبة اللعبة على السطحية الشديدة. على الجانب الآخر، نجد أن لعبتنا استطاعت أن توظف مستوى الصعوبة على التحديات الواقعية المتمثلة في محاولات النجاة، فالأمر يتعلق بمهارتك في استغلال الموارد والطعام وغيره من الأشياء الأخرى.
شخصيات مُحكمة
إذا جئنا للشخصيات سنجد أن كل شخصية تميزت عن الأخرى في جانبٍ معين وكل شخصية لها من الخصائص ما يجعلها تنجو بطريقتها الخاصة. على سبيل المثال، نجد أن Wigfrid هو مقاتلٌ قوي جدًا، ولكنه لا يأكل سوى اللحوم، وFrail Girl لديها القدرة على التحكم بعقليتها بطريقة تستحق الاحترام وهذا بعد معاصرتها لموت أختها Abigail. الجيد في الأمر أن اللاعبين قد يتناوبون على مهمة واحدة فقط، بمعنى أنك قد تبدأ مهمة وتجعل صديقك يكملها من أجلك.
الخلاصة أن لعبة Don’t Starve Together هي لعبة مستقلة استطاعت أن تتفوق على نفسها، وما فعله استديو Klei Entertainment من حسن توظيف العناصر وقدرته على الموازنة بينها ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق. لعبةٌ سلسلة وممتعة إلى أبعد الحدود عليك أن تجربها على الفور، ولا سيّما أنها تعمل على معظم المنصات ومن ضمنهم Nintendo Switch.