لعبة Stray هي لعبة محاكاة لقطٍ تائه في عالم حلت به كارثة ويسعى للعودة إلى حياته الطبيعية. بالطبع ليست اللعبة الأولى التي تتناول محاكاة أحد الحيوانات، أو حتى محاكاة أحد الحيوانات في هذا العالم، ولكن بالتأكيد كل من لعبها لاحظ شيئًا مميزًا. هناك ألعابٌ تناولت هذا الجانب أو الـ Premise من قبل، ونحن هنا سنتخذ من لعبة صدرت على البلايستيشن 3 مثالًا، سنتحدث عن Tokyo Jungle ونحاول أو أن نرى لماذا لم تنجح مثلما نجحت لعبة Stray.
كلعبة تتناول محاكاة أحد الجراء وعشرات الفصائل الأخرى من الحيوانات، صدرت Tokyo Jungle عام 2012، وعلى الرغم من رسومياتها المتواضعة وقصتها الضعيفة مقارنة بقصة Stray، إلا انها تناولت أشياء شبيهة بها. بسبب نجاحها -نوعًا ما- صدرت نسخة Tokyo Jungle للهواتف المحمولة، ولكنها لم تلق نجاحًا كما نسخة البلايستيشن 3، والتي لم يصدر لها أجزاء لاحقة.
لا نقول إن لعبة القط التائه سيصدر لها أجزاء ثانية، ولكن من الواضح الفرق الرهيب بين كلا العنوانين. وهنا يأتي سؤالًا مُلحّا: لماذا نجحت اللعبة التي صدرت للتو ولم تنجح الأولى بنفس الدرجة؟ ربما يعود السبب إلى الأسلوب والتوجه الفني، وربما إلى عوامل أخرى. ربما بسبب القصة، وربما بسبب غرابة العالم وتميزه عن كل ما سبق. لحسن الحظ أن هناك تشابهات واختلافات كثيرة يمكننا أن نقارن بينها.
القاسم المشترك بين Stray وTokyo Jungle
يتشارك العنوانان في أن لهما بداية متشابهة أو قاسم مشترك يتمحور حول اختفاء البشر، وتقريبًا هذا هو القاسم المشترك الأكبر، وهناك تشابهات أخرى حول الآلات أو التصميم الميكانيكي للآلات إن صح التعبير، وتأخذ Tokyo Jungle خطوة إضافية متمثلة في إضافية شريط للصحة والنَهم. معظم من لعب Tokyo Jungle سيلاحظ أنها تميزت عن Stray في ميكانيكيات التخفي، والتي كانت شئيًا أساسيًا فيها على عكس لعبة القط الذي كان يحاول الهرب من الـ Zurks فقط، ولا نحتاج لإبراز تعدد الخيارات أمام لاعبي Tokyo Jungle فيما يتعلق باختيار الحيوانات ما بين آكلة اللحوم وآكلة الأعشاب.
كل هذه الأشياء السابقة بها ما يمكن تشبيهه بـ Stray والعكس. حتى النهاية نفسها، يمكن اعتبارها موازية بشكل أو بآخر للعبة القط؛ (تحذير بالحرق) ففي نهاية Tokyo Jungle، استطاع اللاعبون أن يتحكموا بالحيوانات الروبوتية كمحاولة لإنقاذ ما تبقى من البشرية. إذًا، فهناك أشياء متشابهة وواضحة بين هذه وتلك، وكلٌ يرى بما يمكن اقتباسه أو ربطه بالأخرى، ومثلما تتشابه الكثير من الأشياء بين اللعبتين، تختلف أشياء كثيرة أخرى.
قط يهزم 80 نوع من الحيوانات
إذا وضعت اللعبتين بجانب بعضهما البعض وبدأت بالمقارنة، ستعرف لماذا لم تنجح Tokyo Jungle بالطريقة التي نجحت بها Stray. هذه الأخيرة استطاعت أن تقلل أو تحد من عدد الحيوانات المهول إلى قط واحد فقط، واهتمت بكل التفاصيل المتعلقة بأسلوب اللعب، وركزت على القصة بشكل ممتاز جعلها تتفوق وبجدارة على أي لعبة محاكاة أخرى من وجهة نظري المتواضعة. أثبتت لنا لعبة القط أن ألعاب محاكاة الحيوانات لا تعتمد على عدد الحيوانات، فأكثر من 80 نوع من Tokyo Jungle لم يستطيعوا الصمود أمام إحكام سيطرة مخالب القط الضائع في Stray.
ما نجحت فيه Tokyo Jungle
إحقاقًا للحق، غامرت Tokyo Jungle واتخذت منحًا أكثر حيوية ومخاطرة بداية من القصص التي تتضمن الجراء الأليفة، وحتى القطط المتوحشة أو النمور، والديناصورات، والروبوتات. وعلى ذكر الروبوتات، استطاعت ستراي أن تتفوق بدون شك في هذه النقطة؛ إذ أنها استغلت نقطة الخيال العلمي والروبوتات من البداية إلى النهاية، فكان كل روبوت له قصته الخاصة وكان مختلفًا عن غيره في سمة أو أكثر.
يجب أيضًا أن نعذر Tokyo Jungle لاختلاف الإمكانيات، فاللعبة صدرت منذ حوالي عِقد من الزمان، ولا يمكننا أن ننكر أن جزء عظيم من نجاح ستراي يعود إلى الرسوميات وإمكانيات الجيل الجديد، وحتى إمكانيات البلايستيشن 4.
الخلاصة.. بينما هناك عشرات أو حتى مئات ألعاب المحاكاة، وألعاب محاكاة الحيوانات نفسها، لم تستطع أي لعبة أن تقترب من مستوى Stray للعديد من الأسباب المذكورة وغير المذكورة. يكفي أن لعبة القط التائه لم تكن سطحية بأي شكل من الأشكال وامتلكت قصة لا تتمتع بها الأغلبية الساحقة من الألعاب وأشباه الألعاب.