على الرغم من الولاء إلى النسخة الأصلية، إلا أن ريميك Resident Evil 4 تضمن تغييرات كبيرة على أصعدة مختلفة. سيرًا على نهج “إعادة الإحياء” الذي تتبعه شركة Capcom مؤخرًا، تم تطوير ريميك للعبة الفارقة في تاريخ السلسلة والتي صدرت للمرة الأولى في عام 2005 وجعلت محبي الرعب ينقسمون عليها بعد أن انتقل التركيز من الرعب إلى الأكشن.
وبعد صدور الريميك، أعتقد أننا جميعًا نلحظ النجاح الذي تلقاه سواء على المستوى النقدي أو على المستوى الجماهيري. وحديثًا عن التغييرات الطارئة على هذا الريميك والمختلفة عن اللعبة الأصلية، وهو موضوعنا، فأبرزها كان التحسن الهائل على مستوى الرسوميات بالطبع، وغيرها من التغييرات الأخرى التي طرأت والتي سنناقشها الآن.
ريميك Resident Evil 4 يحتوي على 19 مهمة جانبية جديدة!
كما في النسخة الأصلية من اللعبة، لا يزال ليون مهتمًا بجمع الميداليات الزرقاء Blue Medallions، ولكن المختلف في الريميك أن ليون أصبح أمامه الكثير من المهمات الجانبية ليختار من بينها. كل مهمة جانبية سيتم إنجازها ستُكافأ عليها، وكل مكافئة هي ضرورية لترقية الأسلحة والتقدم في اللعبة. وبعد أن كان هناك 4 مهمات جانبية فقط في اللعبة الأصلية، أصبح أمامك 23 مهمة جانبية.
في ريميك Resident Evil 4، هناك 19 مهمة جانبية جديدة لم تكن موجودة في اللعبة الأصلية. وعلى الرغم من أن هذه المهمات ليست معقدة، إلا أنها تقدم متعة كبيرة وتجعلك تستكشف العالم كما تفعل من قبل. تتضمن هذه المهمات الجانبية الجديدة قتل مخلوقات الزومبي ومصاصي الدماء، والبحث عن أشياء معينة مثل السمكة الكبيرة أو إيجاد عدد من البيض وغيرها.
مكافئات أفضل
في اللعبة الأصلية من Resident Evil 4، كان ليون يجمع جوائز الـ bottlecaps عن طريق المشاركة في ألعاب صغيرة للتصويب، ولكن هذه الجوائز لم تكن تضيف شيئًا حقيقًا لأسلوب اللعب، ولكن هذا الأمر تغير في نسخة الريميك.
أصبح نظام المكافئات أفضل وأصبحت الألعاب الصغيرة mini games ذات فائدة مرجوة؛ فالجوائز التي يحصل عليها ليون الآن أصبح من شأنها أن تزيد من قوة أسلحته بشكل أكبر وتحسن من سرعة تلقيمها، بل وحتى تزيد من الصحة. فوق كل هذا، أضاف الريميك جانبًا استراتيجيًا حيث أصبح يتعين على اللاعبين الآن أن يختاروا عناصرهم بعناية حسب احتياجهم.
سهولة تخزين العناصر
أحد أبرز التغييرات الإيجابية الجديدة في الريميك هي “نظام التخزين” كما أحب أن أسميه. في السابق كان يتعين عليك أن تُرتب العناصر التي يحوزها ليون (مثل الأسلحة والذخيرة) بشكل يدوي، مثل الأحجية، لتتأكد من أن كل عنصر في المكان الصحيح، أما الآن، فأصبحت العناصر تُرتَّب بشكل تلقائي تقريبًا.
والجميل في الأمر أنه إذا حمل بطلنا عناصر أكثر من التي يستطيع أن يحملها، فإن اللعبة تُرسلها إلى مخزن بشكل تلقائي. هذه الميزة تُفرِّغ مكانًا إضافيًا وتزيل بشكل ذكي كل العناصر الغير مستخدمة أو التي لا تفيدك.
شخصية التاجر المحبوبة أصبحت أكثر تفاعلًا
تعد شخصية التاجر The Merchant أحد أشهر وأكثر الشخصيات التي يحبها اللاعبون في Resident Evil 4. عُرف التاجر بعباراته المُكررة وقلة حديثه في Resident Evil التي صدرت عام 2005؛ فصوته الغريب والمريح في نفس الوقت والمشوب بشخصيته الغامضة والمتبوع بضحكة بعد كل عملية بيع أو شراء كان كل ما نعرفه عنه، ولكن هذا تغير في الريميك.
أصبح هذا التاجر أكثر ثرثرة في وتفاعلًا في نسخة الريميك، فأصبح يدخل في محادثات أكثر مع ليون مع عمليات البيع أو الشراء أو الترقية. وعلى الرغم من هذا “الانفتاح” إلّا أن هذا التاجر لا يزال محتفظًا بحسه الفكاهي والغرابة المعهودة عنه ناهيك عن عباءته الأيقونية وعبارته المحفورة في أذهاننا مثل “I’m buying that at a high price” أو “Not enough cash, stranger.”.
أسلوب التخفي
أضاف ريميك Resident Evil 4 أسلوب التخفي كميكانيكية لعب إضافي للتصويب وغيرها من الميكانيكيات الأخرى. وكما نعلم جميعًا فأسلوب التخفي هو أحد أكثر الأساليب متعة في عالم الألعاب، وخصوصًا بالنسبة لهؤلاء الذين يحبون اللعب الاستراتيجي الحذر والتسلل إلى الأعداء ومن ثم القضاء عليهم بطريقة أنيقة.
تفيد هذه الطريقة اللاعبين في كثير من المواقف فحينما يفوقك الأعداء عددًا أو تنفذ ذخيرتك، يمكنك أن تلجأ إلى التخفي والتسلل واستخدام سكينك لتقضي عليهم وتحصل على شعور عظيم. بالطبع لا يعتمد الريميك على التسلل فقط، ولكنه خيار إضافي لمن يحب هذا النوع من أساليب اللعبة.
التخلص من مشكلة المشاهد السينمائية
من أهم أسباب تفوق نسخة ريميك Resident Evil 4 هي هذه النقطة؛ فاللعبة الأصلية أُغرقت بالمشاهد السينمائية التي كان يتعين عليك فيها أن تتخذ ردة فعل معينة، وهذا ما يُسمى بالـ QTE، فعندما كان يظهر مشهدًا سينمائيًا في RE4، كان يتعين عليك أن تضغط على أزرار معينة بسرعة لتراوغ عدو أو خطر يهدد حياتك، وهذا بدوره كان يضع على اللاعبين أعباءً إضافية على كاهلهم، فلا يستطيعون التركيز في الأحداث الرئيسية لأنهم لا يعلمون متى ستظهر هذه المشاهد ويتعين عليهم إبراز ردة فعل معينة.
أما في الريميك، فاللاعبون لم يعد لديهم حجة تُذكر وأصبح التركيز على الأعداء هو همهم الأول، حتى بالرغم من الأوقات التي يتعين عليهم فيها أن يضغطوا على أزرار معينة وبسرعة، فعلى الأقل هذه اللحظات تحدث أثناء القصة الرئيسية، وليس في مشهد سينمائي قد لا يكون مهمًا في تقدم الأحداث.