مقالاتPcإكس بوكسبلاي ستيشن

العجوز الطفل الذي عشق لارا كروفت

فانا فانكروي! من يعرف هذا الاسم الذي علق بذاكرتي طويلا؟! إنه ببساطة صديق لارا كروفت أو لنقل عدوها الذي رافقها في الجزء الرابع من السلسلة الأمتع على قلبي تومب رايدر التي أخرجتها إلى عالم الالعاب الالكترونية شركة ايدوس ثم طورها آخرون من بعد ذلك.. أذكر أنني بدأت رحلتي مع تومب رايدر من مقهى للألعاب الالكترونية في ريف دمشق وكان الجزء الثاني من السلسلة على جهاز سوني بلاي ستيشن الأول.. لم ألعب الجزء الاول مطلقا كانت بدايتي مع النمر الذي عقدني حتى تمكنت من تجاوزه في أول مرحلة في أول كهف في أول شرارة عشق لهذه اللعبة.. كم كان عمري وقتها؟ في أي صف كنت.. لا أذكر.. ما أذكره جيدا أنني كنت في المرحلة الاعدادية ومن يومها أصبحت عاشقا لمغامرات لارا حتى بلغت من العمر الكيمري عتيا.. ختمت الجزء الثاني في مقهى الألعاب وكانت لكل مرحلة نكهتها المدهشة في ذلك الوقت رغم الرسوم التي نقول عنها اليوم إنها (مبكسلة) جربت الجزء الثالث بعدها لدى صديق لم يعجبني كثيرا لكن القصة الحقيقية بدأت مع الجزء الرابع حينها تعرفت إلى فانا فانكروي الدليل المرشد للارا كروفت إلى مصيرها المحتوم بالموت في النهاية أو هذا ما اعتقدته وقتها.. كان إنهاء جزء من السلسلة يستغرق منا اياما كثيرة وقد لا أبالغ لو قلت أشهرا إذ لم نكن وقتها نملك ترف الانترنت الذي يختصر علينا الوقت باعطائنا فكرة عن كيف ننهي مرحلة او كيف نتجاوز فخا أو كيف نحل سرا أو غير ذلك.. لم يكن لدينا سوى مجلات الألعاب الكترونية وتلك قصة أخرى ربما أحكيها في مناسبة أخرى.. أما الآن فكل ما أذكر أن الجزء الرابع من تومب رايدر الذي كنا نقول إنه جزء الأهرامات أو جزء الفراعنة جزء الأسرار والألغاز الجزء المرعب هو الذي جعلني إلى اليوم عاشقا للعبة.. مذ عرضها الأول.. ومع أول قشعريرة أصابتني لدى رؤية العقارب.. ومع أول اهتزاز لمشاعري مع موسيقى اللعبة التي ما زلت أقول إلى اليوم إنها أجمل ساوند تراك صنع لكل أجزاء اللعبة السابقة والتالية.. في أحد الأيام لما كنت في الصف العاشر أي الأول الثانوي كنت وصديقي نتناقش في تفاصيل اللعبة وإذ بصديق آخر اكتشف أو عرف بطريقة ما طريقة للتقدم بالمراحل سماها وقتها كلمة السر، لا أذكر الان كيف كانت ولكن ما أذكره أن البوصلة توضع باتجاه الشمال حتى تصبح شفافة وبعد حركات معينة هوووب.. انتقلت إلى مرحلة أخرى وهكذا إلى النهاية.. رأيت النهاية وأنا في منتصف اللعبة ورغم ذلك عدت وختمتها.. كانت متعة من متعتين.. لعبت الجزء الرابع والخامس الذي يليه من سلسلة تومب رايدر على جهاز الكومبيوتر المنزلي.. وعلى اعتبار أن نهاية الجزء الرابع حمل موت لارا كما اعتقدت حينها فإن الجزء الخامس كان عبارة عن اجتماع أصدقاء لارا أو معارفها ليتذكر كل منهم تفصيلة صغيرة أو مهمة معينة من حياتها وعلى هذا انبنت اللعبة في هذا الجزء، فكانت مرحلة للغواصة وأخرى في مكان مختلف تماما لم توحد المراحل سوى ذكريات الأصدقاء.. ختمت الجزء الخامس مع جاري وزميلي في المدرسة حسين وكنا نتنافس في من يسبق الآخر في انهاء المرحلة كل منا في بيته.. بعد سنوات من انقطاعي عن الألعاب الكترونية مرت السلسلة بأجزاء كثيرة وعلى منصات مختلفة كالسادس والسابع والثامن وأجزاء فرعية لم أطلع عليها وصولا إلى الجزء الذي لعبته على الكومبيوتر عام 2011 ثم الجزأين الأخيرين على منصة بلي ستيشن 4 في الأعوام التالية ونشرتهما في قناتي على اليوتيوب فعادت بي الذكريات المدهشة إلى يوم الدهشة الأولى في ذلك المقهى الصغير ورغم كل التطور الذي جرى للعبة من حيث الشكل والمضمون ما زال ذلك السؤال الأزلي يدور في خلدي مذ كنت مراهقا كيمريا.. لماذا فعلت ما فعلت يا فانا فانكروي..

زر الذهاب إلى الأعلى