أعلن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، موقع تيك توك، في نوفمبر 2021 عن خدمته الجديدة ومغامرته الفريدة من نوعها من أجل اقتحام عالم بثوث الألعاب المباشرة. يشتهر موقع وتطبيق تيك توك بملايين الفيديوهات القصيرة التي لا تتجاوز الدقيقة والتي تجذب المليارات حول العالم الآن. مقاطع الفيديو تلك هي ما يطلبه المستمعون في عصرنا الراهن، وهذا جعل مئات الآلاف من صناع المحتوى ينتقلون إلى تيك توك.
تزدان المنصة بتلك النوعية من الفيديوهات والتي تتناول مواضيع مختلفة مثل الطبخ، والترفيه، والتعليم، وغيرها. الأمر أشبه بفئة “Just Chatting” الموجودة على منصة تويتش المتخصصة في البثوث المباشرة للجيمنج وغيرها من المواضيع الأخرى.
دخول منصة تيك توك إلى عالم الألعاب جعل الناس يقارنون بينها وبين منصة تويتش، وجعلهم أيضًا يتساءلون عما إذا كان عملاق الترفيه الصيني سيزيح تويتش من عرشها أم لا، وهذا ما سنحاول أن نناقشه في هذا المقال.
تيك توك جيمنج؟
بشكل عام، فإن تيك توك ما زالت محتفظة بميزتها الأكبر وعنصرها الثابت ألا وهو مدة عرض الفيديو. مقاطع الفيديو الخاصة بالألعاب لا تعدو كونها فيديوهات قصيرة عبارة عن خدع أو مقاطع طريفة في الألعاب أو حتى فيديوهات مُعدلة ومأخوذة من Twitch. أما الدخول في عالم الألعاب نفسه فلا يعد أمرًا مفاجئًا لأن الشركة الأم لتيك توك، ByteDance، هي المالكة للناشر Moonton، وهي الشركة الناشرة للعبة الهواتف المحمولة Mobile Legends: Bang Bang.
شهريًا، تستضيف قناة تيك توك الرسمية بثوث مباشرة تسمى “The Game Room”، وتجلب لنا مشاهير وصناع محتوى معروفين. في شهر نوفمبر الماضي، رأينا Noah Schnapp بطل مسلسل Stranger Thing وهو في بث مباشر للعبة Among Us بجانب SushiBAE، وFaZe Clan’s ClipZ، وHannahxxrose. تلقى هذه المقاطع تفاعلًا عاليًا من الجماهير، ولكن مشكلتها الوحيدة أنها غير قابلة للمشاهدة بعد انتهاء البث.
ما يميز هذا البثوث المباشرة أنها بسيطة وسهل التعامل معها؛ تتضمن واجهة صديقة للمستخدم تمكنك من التفاعل مع البث عن طريق المحادثات أو التفاعلات. يمكن لصناع المحتوى أن يبثوا ألعابهم على المنصة كما يفعلون مع تطبيقات أخرى مثل Twitch، وFacebook، وYouTube وباستخدام برامج مثل OBS وStreamlabs.
في ديسمبر 2021، أطلقت المنصة خدمة TikTok Live Studio، وهي التي تسمح لصناع المحتوى في الغرب أن يبثوا ألعابهم مباشرة. ومع كل المميزات التي تقدمها الخدمة، إلا أنها ما زالت متخلفة عن المنصات الأخرى في مميزات أخرى.
تويتش.. عملاق بثوث الألعاب
حاول الكثيرون تقليد تويتش عن عرشه، ولكنه ما زال صامدًا شامخًا، وحتى يومنا الحالي يظل هو الأفضل على الإطلاق في مجال بثوث الألعاب. إذا نظرنا لخدمات منافسة مثل Mixer، وهي خدمة مايكروسوفت نفسها التي أطلقتها منذ ما يزيد عن خمس سنوات، وبالتحديد في يناير 2016، لم تستطع الصمود وأعلنت مايكروسوفت عن إغلاقها بعد عام واحد فقط من إطلاقها، رغم قوة صناع المحتوى التي امتلكتها مثل Tyler “Ninja” Blevins، وMichael “Shroud” Grzesiek واللذين انتقلا إلى تويتش لاحقًا.
لم يقتصر الأمر على Mixer بالطبع، فهناك عتاولة الشركات والمنصات التي حاولت الإطاحة بها ولم تفلح مثل Facebook، وYouTube، وغيرهم. وعلى الرغم من تلك المنافسة الشرسة، إلا أن منصة تويتش جمعت ما يقترب من الـ 3 ملايين مشاهدة في 2021 فقط، وهو رقم لا يوحي بأي حال من الأحوال عن الركود، وعلى الرغم من كل المشاكل التي تمر بها منصة تويتش وكل الدعاوى القضائية وخلافه، إلا أنها ما زالت صامدة، بل وأرقامها في ازدياد مستمر، فكل الدعاية هي دعاية كما يقولون، حتى الدعاية السلبية.
هل تهدد خدمة تيك توك خدمة تويتش؟
بناءً على ما سبق، يمكننا استنتاج أنه من الصعب جدًا على أي منصة أن تأخذ مكان تويتش أو حتى تنافسها. فيسبوك ويوتيوب لم يهزماها، وبالتالي فمهمة تيك توك لن تكون سهلة بالمرة، وهذا بافتراض أنها تحاول إسقاط تويتش بالطبع.
أهم ما يميز خدمة تويتش هي سهولة تحقيق الدخل بالنسبة لصناع المحتوى، وهو ما ليس متاحًا بنفس السهولة على تيك توك. في تويتش، يمكن لصانع المحتوى أن يحقق دخلًا، أو يحصل على دعم أثناء البث المباشر نفسه، وهذا ليس متوفرًا بنفس السهولة في تيك توك والذي يسمح لمستخدميه بتحقيق الدخل، ولكن اعتمادًا على نسب المشاهدات نفسها، وخدمة Live Gifting الشبيهة بتويتش، ولكنها ليست بنفس السهولة ولا السلاسة.
في النهاية، لا يجب أن نتسرع ونحكم على خدمة تيك توك من الآن فقد تبهرنا جميعًا، ولكن يجب الاعتراف بصعوبة منافسة تويتش ناهيك عن انتزاعها من مكانتها من الأساس.