في عصرنا الحالي أصبح الاعتماد على الهواتف المحمولة من البديهيات المُسلّم بها، ولم يعد الاعتماد على تلك الأجهزة الصغيرة مقتصرًا على الضروريات فحسب، بل تطور الأمر ليطل الجوانب الترفيهية أيضًا. فبعد أن كانت أجهزة الكونسول والحواسيب الشخصية هي مصدرنا الوحيد للمتعة واللعب، دخلت الهواتف على الخط لتنافسها بضراوة إلى أن تغلبت عليها في الكثير من الجوانب.
أصبح هناك قِسمًا مخصصاً للعب على الهواتف المحمولة Mobile Gaming، والآن هناك مئات المسابقات التي تُقام وتعتمد كليًا على ألعاب هذه الأجهزة الصغيرة. وبالحديث عن الهواتف المحمولة نفسها، نجد أن هناك قطبين رئيسيين يتصدران المشهد، وهما Android وiOS، وبعد التطور الهائل الذي طال الأجهزة وأنظمتها، أصبحت المنافسة بين هذين النظامين محتدمة إلى أبعد الحدود، هناك من يفضل هذه وهناك من يفضل تلك، فترى من أفضل في مجال الألعاب؟
متجر الألعاب
بنظرة بسيطة وسريعة، قد يبدو أن الأندرويد والـ iOS متشابهين في هذه النقطة، ولكن الحقيقة أنهما مختلفان تمامًا. كلٌ يتمتع بنظام تشغيل مختلف، وهذا يعني أنهما مميزان بطريقتهما الخاصة والتي ستلاحظها عند أول زيارة لمتجر الأندرويد أو متجر الآيفون، وربما الشيء الوحيد المشترك هو أنهما يتمتعان بمكتبة هائلة من الألعاب وهذه المكتبة في توسع مستمر.
يوجد على متجر Google Play (متجر الأندرويد) أكثر من 2.33 مليون تطبيق، منهم 442 ألف لعبة. على الجانب الآخر، نجد أن متجر App Store (متجر الآيفون) يكتنف أكثر من 3 ونصف مليون تطبيق منهم 984 ألف لعبة، وهذا يعني أنه يفوق Google Play بكثير من ناحية عدد التطبيقات والألعاب.
إذًا فمن ناحية عدد الألعاب، يمكننا أن نحسم المنافسة لصالح متجر الآيفون الشهيرة، وهذا بالأخذ في الحسبان أن العدد لا يعني الأفضلية، ولكنها مجرد خيارات أكثر فحسب.
الخدمات المدفوعة
بالإضافة إلى عدد الألعاب الذي يصل إلى مئات الآلاف على كل منصة، هناك خدمة مدفوعة على كل من الآيفون والأندرويد تقدم عددًا لا بأس به من الألعاب الجيدة. تُسمى خدمة الأندرويد المدفوعة باسم Google Play Pass، أما خدمة الآيفون فتُسمى Apple Arcade.
يصل عدد ألعاب خدمة Google Play Pass إلى أكثر من 800 لعبة، بينما Apple Arcade تكتفي بمئتي لعبة فقط. سعر اشتراك الأولى الشهري هو 5 دولارات والسنوي 30 دولارًا، وهذا جيدٌ مقارنة بخدمة أبل التي تتساوى مع Google Play Pass في سعر الاشتراك الشهري، ولكنها تغرد بعيدًا بسعر الاشتراك السنوي الذي يساوي 50 دولارًا.
بسبب سعر الاشتراك وعدد الألعاب وغيرها من المميزات الأخرى، يمكننا حسم هذه الفئة لصالح الأندرويد.
أسعار الهواتف المحمولة الجنونية تحسم الصراع
بالنسبة لأسعارِ كل من الأندرويد والآيفون، فأعتقد أننا لا نحتاج إلى المقارنة بين هذه وتلك؛ فأسعار الآيفون ومنتجات أبل بشكل عام تحلق بعيدًا عن أي منتجات أخرى، وهذا الأمر يعود لاسم شركة Apple وفخامتها التي تعطي كل حاملي شعارها الأفضلية الارستقراطية، فتجد كل من لديه هاتف من هواتف آيفون يتفاجر أمام الجميع على الرغم من أن هواتف الأندرويد ذات نفس الفئة السعرية تتفوق في الإمكانيات على هواتف الشركة الأمريكية.
ولهذا، وباقتناعٍ تام، يمكننا أن نحسم هذه الجزئية لصالح أندرويد التي تعطيك إمكانيات قوية للغاية وقادرة على تشغيل الألعاب بشكل سلس وبأسعار أقل بكثير من تلك التي ستحتاج إنفاقها على هواتف الآيفون.
الخيار الأفضل لتشغيل الألعاب
إذا أتينا للجانب الأهم وهو قدرة الجهازين الفعلية على تشغيل الألعاب، فسنحتاج الرجوع للنقطة السابقة؛ فكما قلنا، فإن أجهزة الأندرويد قادرة على تشغيل الألعاب بشكل أفضل وبسلاسة أعلى، وهذا بسعرٍ أقل بكثير مما قد تحتاج أن تنفقه على أجهزة آبل. نحن هنا لا نتحدث عن ألعاب عادية، ولكن الألعاب القوية للغاية مثل Genshin Impact والتي لن تحتاج لأكثر من هاتف بسعر 300 دولارًا -مثل هواوي ميت 20- لكي تُشغلها على إعدادات مرتفعة بـ 60 إطارًا في الثانية، وبهذا تكون وفرت مئات الدولارات واستمتعت بألعابك في نفس الوقت