بعد قرابة الثلاثين عام من الشراكة بين EA Sports والاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، حان وقت الانفصال الرسمي بين العملاقين؛ وبعد إصدارة FIFA 23، لن تحمل EA اسم لعبة FIFA، ولكن لعبتها ستستمر باسمٍ جديد وهو EA Sports FC. أما عن الخبر الجلل، فتعلق برغبة الاتحاد الدولي لكرة القدم في الاستمرار في مجال الألعاب، ووجود لعبة تحمل اسم FIFA، ولهذا فهي تبحث عن مطورين وناشرين لكي تتعاون معهم.
كما قلنا، فلعبة FIFA 23 ستكون الأخيرة بعد قرابة الثلاثة عقود، وهذه الفوضى الحادثة ستتسبب في منافسة شديدة بين ألعاب كرة القدم، وخاصةً بعد الفرصة الكبيرة التي تطرحها الفيفا أمام الناشرين والمطورين لكي يتعاونوا معهم، فتعاون عملاق بين المؤسسة الأشهر في كرة القدم وشركة عملاقة بالتبعية سيُنتج لنا لعبة كرة قدم لم نر لها مثيلًا من قبل.
هل ستتأثر EA Sports كثيرًا بخسارة اسم FIFA؟
قد تعتقد أن خسارة شركة EA Sports لاسم FIFA هي ضربة موجعة وكبيرة بالنسبة للعبة، وربما تودي بها إلى الأبد، وقد لا يكون هذا الاعتقاد خاطئًا بنسبة 100%، ولكن النسبة الأكبر أنه اعتقاد خاطئ تمامًا.
من الناحية الفنية، فقد يكون الشيء الوحيد الذي تخسره الشركة هو بطولة كأس العالم وبطولة اليورو، أما عن كل شيء آخر، فلا جديد يذكر ولا قديم يعاد؛ كل شيء سيظل كما هو سواء أسماء اللاعبين، أو الفرق، أو الملاعب. كل هذه الأشياء السابقة ستظل كما هي ورخصتها ملكٌ للشركة.
ومن أجل الحد من الاستنكار أو الحيرة الجماهيرية من الاسم الجديد، فعلت EA Sports حركةً ذكيةً للغاية؛ وهي جعل الحسابات الرسمية للأندية الكبيرة مثل الحساب الرسمي لريال مدريد وبرشلونة على تويتر، من إبلاغ الجماهير باسم FC الجديد.
EA Sports FC
لا شك أن اسم FIFA نفسه يعد الأكبر على الساحة، وبالنسبة لشركة EA، فسلسلة ألعاب كرة القدم الخاصة بها هي أكبر مصادر الدخل بالنسبة للشركة. ولا نشك قيد أنملة أيضًا في أن اسم FIFA بحد ذاته له فضل كبير في شهرة وجماهيرية اللعبة؛ فالاسم هو الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم. يكفي أن تعرف أن الفيفا طالبت EA بحوالي 2.5 مليار دولار من أجل عقد لمدة 10 سنوات للسماح لها باستخدام الاسم.
ولكن في نفس الوقت إذا نظرنا إلى نصف الكوب الممتلئ، فسنرى أن الاسم الجديد قد يكون أولى خطوات إصلاح عيوب لعبة فيفا؛ فقد تروج EA إلى هذه الفكرة وبالتالي تُعيد استقطاب الجماهير التي تخلت عنها لأي سبب من الأسباب. على سبيل المثال، اتُهمت السلسلة في الفترة الأخيرة باهتمامها بأطوار الأونلاين وتركها للأوفلاين، ومن هنا يمكن للشركة أن تروج للتحسينات الجديدة.
وعلى ذكر التحسينات، فيجب على EA أن تبذل قصارى جهدها من أجل جعل الإصدارة الأولى من EA Sports FC لتجعلها خير بداية وتستقطب أكبر عدد ممكن من اللاعبين.
مستقبل مشرق؟
تتعدد الشركات الناشرة للألعاب الرياضية عبر مختلف السنوات بدءًا من Yuke’s التي أصدرت لنا سلسلة Smackdown vs RAW الشهيرة، وليست انتهاءً بسلسلة PES من كونامي وFIFA من EA Sports. يعتبر الكثيرون أن أهم وأكبر ناشرين هما EA و2K واللذين أصدرا لنا ألعابًا قوية طوال السنوات الماضية. وبعد كل ما عشناه مع تلك السلاسل والعناوين، يبدو أن الوقت قد حان للانفصال. لك أن تتخيل أن EA Sports لديها الفرصة الآن لتعقد صفقة مع WWE وتكون الناشر لها بعد ظلت مع 2K طوال تلك الفترة.
الجزء الجانب المشرق هو أن المنافسة من المتوقع لها أن تحتدم بين ألعاب كرة القدم الجديدة. تخيل بعد كل تلك السنوات من السيطرة الثنائية من جانب PES وFIFA أن نرى اللعبة الجديدة التي ينوي الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يطلقها، ولعبة UFL، وغيرهم. هذا سيجعل المطورين يبذلون قصارى جهدهم من أجل خطف اللاعبين.
وفي النهاية، كل شيء سيتضح في السنوات القليلة القادمة. سنرى عددًا لا بأس به من ألعاب كرة القدم ولا شك أن الجودة ستصبح أفضل مما تعودنا عليه في السابق، نأمل ذلك.