خلال السنوات الكثيرة السابقة، أثبتت شركة 2K، وهي الشركة الأم لروكستار بالمناسبة، أنها جديرة بإنتاج ألعاب وعناوين قوية على مدار السنوات، وليس هذا فحسب؛ بل أثبتت لنا أيضًا أن بإمكانها إعادة إحياء سلاسل فُقد فيها الأمل وهذا ما رأيناه مع WWE 2K22 والتي عادت بها الشركة عودةً قوية صاخبة جعلت اللاعبين يُعجبون بها وبوعد الشركة التي اتخذت من العام الماضي إجازة وجعلته فترة نقاهة لتتعافى من التأثير السيء الذي تركته WWE 2K20 على اللاعبين.
وبالرغم من قوة 2K، إلا أن هناك عملاق آخر تفوق عليها في الألعاب الرياضية، لم يتفوق عليها فحسب، ولكنه تفوق على الجميع في ألعاب الرياضات المختلفة، ونحن نتحدث عن EA بالتأكيد، الشركة القابعة وراء سلسلة FIFA، وNBA، وغيرهم الكثير من العناوين الرياضية. وبعد تخلي الاتحاد الدولي لكرة القدم عن EA وعن فكرة إعطاءها اسم FIFA، قرر الاتحاد الدولي أن يبحث عن ناشر آخر ليستمر معه في إنتاج لعبة كرة قدم تحمل اسم FIFA، وهناك الكثيرون ممن يرون أن 2K هي الخيار الأفضل.
سهولة تعديل وتخصيص الشخصيات
ما تتميز به شركة 2K عن EA بكل وضوح هي فكرة المرونة وقابلية تعديل الشخصيات وتخصيصها بالطريقة التي تناسب اللاعبين وترضيهم على جميع المستويات. إذا اتخذنا من WWE 2K مثالًا، ونحن هنا نتحدث عن السلسلة كاملةً، سنجد أنها تفوقت على نفسها في هذه المزية؛ فللاعب كل الحق في تغيير، وتعديل، وتخصيص شخصياته كما يريد، على عكس EA التي لطالما انتقدت في تلك النقطة، وبالطبع هذا واضحٌ جدًا في سلسلة FIFA التي تفتقر إلى حرية التعديلات والتخصيصات. وبهذه المزية، يمكن لشركة 2K أن تجعل الكارير مود في FIFA مثلًا أكثر متعة بالنسبة للاعبين.
تعديل وتخصيص الشخصيات أيضًا سيفيد مستقبل سلسلة FIFA بطريقة كبيرة؛ فتعديل الشخصيات لن يجعل اللاعبين ينشئون نجوم يشبهونهم بهم فحسب، وإنما شخصيات للاعبين أساطير لم تسعهم اللعبة بشكل رسمي. علاوة على كل ما سبق، سيستطيع اللاعبون أن يعدلوا في الملاعب بطريقة سلسلة وستتاح لهم الفرصة لوضع إبداعاتهم وتنفيذها بشكل جدير بالفخر.
طور القصة
عرفنا أن WWE 2K تتميز بالقدرة العالية على تخصيص الشخصيات، ولكننا نعرف أيضًا أن بها طور جيد للقصة. إذا انتقلنا إلى EA، وهذه المرة إلى سلسلة شهيرة أخرى لها وهي NBA، سنرى أنها تضم طور قصة جيد هذه المرة؛ فاللاعبين يُمنحوا الفرصة ليكونوا لاعبي كرة سلة مشاهير، بل ويستكشفون أيضًا مدينة مليئة بالسمات المميزة، وهذا ما تفتقر إليه ألعاب الـ FIFA.
ولكي لا نظلم سلسلة ألعاب كرة القدم الشهيرة، فيجدر العرفان بلعبة FIFA 17 لأنها كانت النسخة الأولى في السلسلة التي تقدم لنا طور القصة واللعب بشخصية خيالية تُسمى Alex Hunter ونشهد معه صعودًا على سلم المجد حتى يصبح لاعبًا محترفًا. لسوء الحظ، أن هذا الطور لم يستمر طويلًا مع السلسلة وسرعان ما اختفى من اللعبة جاعلًا اللاعبين يتوقون من أجل تجربته مرةً أخرى، وعودته، ستكون بمثابة الخبر السار لكل عشاق الفيفا حول العالم، وبالطبع حبذا لو يطوره قليلًا ويجعلوه شبيهًا نوعًا ما بذلك في لعبة NBA.
تعدد الأطوار لدى 2K
واحدة من أسوأ عيوب الأجزاء القديمة من سلسلة FIFA هي قلة أطوار اللعبة، وبالتالي قلة التنوع ومحدودية أسلوب اللعب وهذا يؤدي إلى ملل اللاعبين. وكما هو متوقع، على الجانب الآخر نرى أن 2K تهتم بهذه المزية في سلسلة WWE 2K؛ فنرى اللاعبين لا يملون بسرعة كبيرة. المشكلة أن سلسلة NBA والتي هي نتاج لنفس شركة FIFA تتمتع بتنوع الأطوار، فلماذا لا نرى هذا الشيء في السلسلة؟ هنا يأتي دور 2K، والتي يُعتقد أنها ستضيف أطوار كثيرة وجديدة للعبة.
وبعد رغبة الاتحاد الدولي في تطوير لعبته الخاصة بالتعاون مع استديو أو ناشر كبير، عليه أن يراعي تلك النقاط جيدًا؛ فشركة EA ستستمر بإنتاج وتطوير لعبتها الخاصة، ولكن باسم EA Sports FC وهذا سيعني أن السلسلة ستستمر بقوتها المعتادة، ولهذا يتعين على الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يبحث عن شيء مختلف يجذب اللاعبين، وفي 2K سيجد مبتغاه.
الجدير بالذكر أن الجزء القادم من FIFA سيأتي بالاسم المعتاد، FIFA 2023، وسيكون الأخير الذي يحمل هذا الاسم تحت نشر EA، والتي وعدت الجماهير بأنه سيكون جزءًا مميزًا والأفضل في تاريخ السلسلة كرسالة وداع للاسم الذي دام لعقود طويلة.