مراجعة لعبة الفن والاسترخاء Behind the Frame: The Finest Scenery

تسمح الطبيعة الذاتية للأعمال الفنية برؤيتها من وجهات نظر مختلفة، حيث أنها لا تهدف فقط إلى إثارة الأفكار والمشاعر، بل يمكنها أيضًا أن تمثل انعكاس حقيقي لتجربة الفنان الخاصة، وكذلك تستطيع أن تحكي قصة لا يمكن وصفها بالكلمات. Behind the Frame هي تجربة عن الفن، وعن المعاني الكامنة داخل الحياة الخاصة لكل منّا، وكيف يمكن التعبير عنها واستشعارها بدون الحاجة إلى تبادل الحوارات. الفن الحقيقي لا يحتاج إلى أي كلمات لوصفه، وهذا هو سر الحياة.

تحكي اللعبة عن قصة الفنانة الشابة التي عزمت على رسم القطعة الفنية الأخيرة المطلوبة منها لعرضها في معرض لوحات في نيويورك. اللوحة عبارة عن منظر طبيعي تجريدي انتهت بالفعل من تحديد الهيكل المبدئي له وكيف سيكون شكله في النهاية، لكنها تفتقر إلى الألوان اللازمة لإكمالها. ومع ذلك، تترك المرأة نفسها مشتّتة بأفعال جارها الذي يسكن في النافذة المُقابلة. رجل عجوز يعيش بمفرده مع قطته، رسام مثلها تمامًا، ولكن يبدو أن بعض من لوحاته شبيهة باللوحات التي هي أصلًا معلّقة في منزله، مما يجعلها أكثر فضولًا بشأن طبيعه فنّه، وإلى من يرسم لوحاته والمشاعر وراء كل لوحة منها.

السرد وطريقة العرض هما جوهر ما يجعل لعبة Behind the Frame تستحق التجربة. يختبر اللاعب هذه الرحلة من العواطف الصامتة من خلال المشاهد السينمائية والمونولوج الداخلي للبطلة، مٌفضلّة اللجوء إلى المرئيات والموسيقى للتعبير عن المشاعر، وعدد قليل أو لا بأس به من الكلمات المكتوبة. تتميز اللعبة بأعلى مستويات الجودة في الرسوم المتحركة التي تستخدمها، ومحبي أفلام الأنميشن الخاصة باستوديو جيبلي الياباني سيتعرفون بسهولة من الوهلة الأولى على الصور اليدوية التي تمزج بين البساطة الجميلة والألوان الزاهية، ناهيك عن مشغل الكاسيت الصغير في الخلفية لضبط الحالة المزاجية للاعب خلال كل فصل بعزف العديد من الألحان الهادئة والشاعرية.

يتم التفاعل مع هذه القطعة من الخيال النابض بالحياة من خلال الألغاز المعتمدة على تأثير الأضواء والألوان. كل لغز يساعد في تعزيز السرد وكشف الغموض وراء الفنان الآخر، بدلًا من وضع حواجز على الطرق للتعامل معها في أثناء محاولة الوصول للحقيقة. الألغاز بديهية وحقًا سهلة للغاية، ومعظمها لا يحتاج إلى أكثر من دقيقة لحلّها، مثل البحث عن قطع الصور الممزقة، أو إيجاد التناقضات بين قطعتين فنيتين، أو محاولة رسم ما يحدث من خلال النافذة وتجميع القطعة الغير مكتملة. لن تحتاج إلى تكون خبيرًا بالرسم لتفعل ذلك، بل كل ما عليك فعله هو اتباع إرشادات لعبة Behind the Frame بينما تحاول ملء الصفحة بالفرشاة والقلم الرصاص والألوان، لترى رسوماتك تنبض بالحياة على الشاشة أو الصفحة.

كل أحداث اللعبة تدور في الاستوديو الفني الخاص بك. هناك العديد من العناصر الجميلة التي يمكنك التفاعل معها، وكل منظر يبدو مثل البانوراما الجميلة والرائعة بما يكفي ليجعلك تتأمل في المشهد لفترة قبل محاولة إتمام اللغز. تتراقص النغمات الصافية مع الأحاسيس الدافئة التي تنقلها إلينا فرشاة الفنانة، والشوارع الباريسية التي تصاحبك في كل مشهد في الخلفية، مع بعض النغمات الحزينة التي تتناسب مع وقت كشف الحقائق ومعرفة ما بداخل قلب كل شخص في اللعبة.

للأسف مدة اللعب قصيرة للغاية ولا يوجد أي نوع من خيارات إعادة التشغيل أو دافع للعب Behind the Frame مجددًا، وكنا نرغب في البقاء مع هذا العالم السريالي لفترة أطول، حيث أنها من الألعاب القليلة التي تهتم بإشراك جميع الحواس في التجربة مثل نسيم الصباح، وهطول قطرات المطر على النافذة، والقهوة التي تختمر على المنضذة، وقشعرتك من خدش القلم على الورق، هناك الكثير من الإحساس في اللعبة، ولذا فإنها لا تزال تستحق التجربة رغم مدتها القصيرة.

Behind the Frame لا تستغرق أكثر من ساعة للانتهاء منها، ولذا من الصعب أن نتحدث عن قصتها بتفصيل أكثر، ولكن يمكننا أن نقول أن جميع اللوحات والعناصر في اللعبة متشابكة ومترابطة بشكل كبير، ودومًا ما شعرنا بأن كل شيء يخفي وراءه أكثر مما يبدو عليه، وأن المهام البسيطة لها وقع عاطفي أكبر بكثير مما كنا نتخيله.

مميزات لعبة Behind the Frame: The Finest Scenery

• إعادة انتاج مذهلة لرسوم واحد من أشهر استوديوهات الأفلام اليابانية
• الإتجاه الفني والتفاعل مع اللوحات الناقصة جزء كبير من سر جمال اللعبة والهدف من وراء ألغازها
• موسيقى جميلة وخلفيات كلاسيكية رائعة تنقل لنا أجواء باريس القديمة

عيوب لعبة Behind the Frame: The Finest Scenery

• مدة اللعب قصيرة لا تتجاوز الساعة من الوقت
• كان من الممكن استثمار بعض المجهود في جعل الألغاز أكثر تعقيدًا وتعبيرًا.

رابط تحميل اللعبة: Steam | Android | iOS