مراجعاتPcنينتيندو سويتش

مراجعة لعبة Eastward

العمل معًا وتبادل وجهات النظر المختلفة هو سر النجاح في الأعجوبة الخلاّبة Eastward

Eastward عنوان مذهل وساحر ولّد الكثير من الضجة عندما عُرض لأول مرة على الجمهور، وهذا لأن آراء الناس كانت مُقسمة إلى مدرستين مختلفتين من التفكير. من ناحية كان هناك أولئك الذين رأوا إشارات واضحة إلى ألعاب Zelda الكلاسيكية في أسلوب الرسم، بينما من ناحية أخرى ركز آخرون على الروابط بين الشخصيات وديناميكية الأب والإبنة التي تبدو قريبة للغاية من سلسلة The Last of US.

الحقيقة أنه لا يستغرق الأمور سوى القليل من الوقت مع اللعبة لإدراك أن Eastward هي مزيج شرقي جميل ومدهش من النهجين معًا، كما أنها تستخدم بعض الآليات الأساسية من حصرية نينتنيدو المُبتكرة والمنسية Earthbound. من منطلق هذا المزيج العجيب نبدأ قصة عن السحر والمفاجآت والاسقاطات الاجتماعية العاطفية، والتي نجحت في إبقائنا ملتصقين بالشاشة لمدة ثلاثية ساعة متواصلة بدون أي كلل أو ملل.

نهاية العالم مجرد البداية في Eastward

Eastward

تروي Eastward قصة جون، عامل المنجم قليل الكلام والمرتبط ارتباطًا شديدًا بسام الفتاة الصغيرة الغامضة والمبهجة. في يوم من الأيام وجد جون الفتاة أثناء الحفر في المناجم، وبعدها أصبح يعاملها كما لو كانت ابنته الحقيقية. سر عمل جون في المناجم أنه أصبحت البشرية تعيش تحت الأرض بعد أن غطى الزفير السام جميع أنحاء الكوكب، وأباد معظم أشكال الحياة الموجودة على سطح الأرض. الآن البشر يعيشون في مجتمعات معزولة ومقيدة داخل المعسكرات والقوافل، ومخبأة بعناية في باطن الأرض السحيقة.

القصة نفسها تحدث بعد عشرات السنين من كارثة الزفير السام، حين نجد الاعتقاد السائد هو أنه لم يتبقى أي شيء على السطح غير عالم مهجور وقحل بلا حياة، ولكن لا ترضى سام عن ذلك، وبدافع من سذاجتها الطفولية قررت المغامرة في الأراضي المحرمة حتى تجد مخرجًا يؤدي إلى السطح. المفاجأة المُتوقّعة هو أنه لا يوجد عالم في حالة خراب بل أرض مٌرفهة مليئة بالأنهار الزرقاء والمروج الخضراء، ومجرد كشف هذا السر يهدد حياة المجتمع المنظم بأكمله، لذلك يتم نفي سام وجون إلى سطح الأرض، نحو مستوطنات البشر الناجين الذين يحاولون مواجهة ما تبقى من الزفير السام بكل قواهم.

الميزة الأفضل في Eastward هي أنها تقدّم لنا قصة عن الإنسانية والمشاعر المتجددة والمتشابكة ما بعد الكارثة في إطار جميل ثنائي الأبعاد يشبه إصدارات زيلدا الكلاسيكية، ولكن تسير اللعبة في إتجاه مختلف تمامًا على الرغم من جذورها المرئية الواضحة. تفعل اللعبة ذلك من خلال نشر سلسلة من المشاعر الإيجابية، والشعور بالدهشة التذي لا ينضب بسبب الاكتشاف المستمر للعوالم الصغيرة والمجتمعات الجديدة الفريدة التي يمكنك أن تتفاعل معها فور وصولك إلى السطح. الفكرة وراء نهاية العالم تسمح بتقديم العديد من البيئات الفريدة من نوعها والمليئة جميعها بلمسات مختلفة وواقعية عن الإنسانية.

نظرة إيجابية على المستقبل الكئيب

Eastward

التركيز الأكبر هو على الاسترخاء ونقل الإيجابية رغم البداية السلبية. يمكنك أن تضيع لساعات وساعات في تفاصيل المدينة التي تطفو على المياه، والدراما الصغيرة التي تبدأ بشكل طبيعي تمامًا في حياة كل شخص على هذه المدينة. هذا الأمر يتم بسبب أنه يتم تقديم العالم كما يبدو من عيون سام الصغيرة، ولهذا فإنه قد تم تصفيته من خلال بهجتها المُعدية والساذجة والطفولية. لكن لهذا السبب تحديدًا نجد أن سام بمفردها غير قادرة على تحديد كل الفروق والتفاصيل الدقيقة للناس من حولها، ولذا فإن وجود جون أمر أساسي رغم أنه شخصية صامتة نموذجية في ألعاب الفيديو، إلا أنه يتم توظيف صمته هنا بشكل مميز ومختلف أيضًا عن أي قصة أخرى.

جون هو الشخص الوحيد في Eastward الذي لا ينطق بكلمة، وهذا يخلق نوعًا من المساحة الفارغة التي يجب أن يملأها اللاعب بنفسه، ويرى العالم من منظور ناضج وإدراك أكثر للمشاكل والانقسامات والناقضات وحلولها. التباين بين النظرتين يظهر فعليًا على أرض الواقع في اللعبة، مثل المرة التي يلتقي فيها سام وجون لأول مرة عند أنقاض الأشخاص الذين يعيشون على أجهزة التنفس الصناعي. لترى سام المشهد من حولها كأنه ملعب كبير وحديث ومليء بالتقنية، بينما بالنسبة لجون فهي علامة على محاولة البشرية لاستخدام تقنيات معقدة للحفاظ على حياتهم لأطول مدة. التناغم بين سام وجون يذكرك دومًا بأنه لا يوجد نظرة واحدة شاملة لكل شيء وكل شخص تراه مهما كانت الظروف.

آليات بسيطة وتفاصيل معقدة في Eastward

Eastward

Eastward لديها نظام تقدم جيد يعتمد بشكل أساسي على التناوب بين استخدام قوى جون البدنية، وقدرات سام الذهنية. لا توجد ضربات أو مستويات أو أي أفكار معقدة لأخذها في الاعتبار، وهذا يجعل المواجهات داخل الكهوف نوعًا ما ثانوية أو اختيارية. التركيز الأكبر هو على تطوير الاسلحة وحل الألغاز والاستكشاف وحل الأحاجي البيئية بدلًا من القتال. كل أحجية مصنوعة بعناية لدرجة أنك لا تشعر حتى أنك توقفت عن اللعب لكي تفكر في حل بشأنها، وهذا لأن كل منها مُدمج بشكل رائع ومتناسق مع المراحل نفسها ليدعم السرد الأساسي ولا يؤثر على رتمه أو تعقيد رحلة الوصول إلى نقطة القصة التالية.

المطور يركز بشكل كامل على جعل كل عنصر من عناصر التجربة جديد ومختلف من البداية وحتى النهاية، مع تعزيز الفكرة الأساسية وهي الحاجة إلى عمل جون وسام معًا لحل جميع الألغاز والفوز في جميع المعارك وعقد إتصال إنساني مع جميع المجتمعات المختلفة على سطح الأرض الجديدة. يمكنك حتى أن تجد لعبة أركيد كاملة بمراحل مختلفة في كل مدينة اسمها Earthborn (تشبه دراجون كويست قليلًا)، وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة عالم Eastward، ونوع من الامتيازات الذي يمتد أثره إلى العديد من الكتب والأفلام وألعاب الفيديو التي تملأ العالم الذي يسكنه جون وسام، ومن النادر أن نجد ألعابًا تتخذ مثل هذه الخطوات لتجعلنا نصدق فعلًا أننا كنا نعيش بعيدًا عن هذه الحضارة المتطورة بجميع تفاصيلها حتى البسيط منها.

مميزات لعبة Eastward

  • معيار جديد للرسومات ثنائية الأبعاد في ألعاب الفيديو
  • اللعبة مليئة بالتفاصيل والسحر والتجديد في كل ركن وزاوية
  • العلاقة بين سام وجون تؤثر على نظرتك لكل عنصر في العالم
  • الكثير من الاسقاطات على ألعاب الفيديو اليابانية ومسلسلات الأنمي
  • مجموعة متنوعة من الأفكار والألغاز والآليات المُبتكرة
  • لا يوجد أي مشاكل في التقدم حتى لغير المعتادين على ألعاب الأر بي جي اليابانية

عيوب لعبة Eastward

  • كان من الممكن زيادة تفاصيل جانب القتالات أو جعله أكثر أهمية
  • بعض الألغاز يمكن أن تصبح مُعادة ومملة مع مرور الوقت
  • رتم القصة يمكنه أن يكون بطئيًا في بعض الأحيان

Eastward متوفرة الآن على منصّات Nintendo Switch, PC.

التقييم النهائي

التقييم العام - 8.5

8.5

Eastward ليست فقط العنوان الأول لمطور مغمور في شنغهاي، بل يمكن القول أنه شيء يريد أن يكون أكثر من مجرد إعلان لكلاسيكيات الماضي، وفعلًا أصبح بسهولة واحدًا من أهم الأمثلة التي تدلة على براعة وتفرد المطور المستقل، وصنعت لنفسها مكانة خاصة بين ألعاب الفيديو المبتكرة سواء من حيث الرسم أو القصة، وبلا شك فإنها ستكون مصدر إلهام للعديد من المطورين المستقلين مستقبلًا.

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
زر الذهاب إلى الأعلى