يُعد استديو Naughty Dog أحد الروّاد الذين أدخلوا الطابع السينمائي على ألعاب الفيديو. هذا الاستديو الذي يمر بمرحلةٍ انتقالية -بالمعنى الجيد- الآن بعد 15 سنةً من التفوق والريادة في الألعاب المصقولة سينمائيًا وقصصيًا. وكما نعرف جميعًا، فالمقصود بالمرحلة الانتقالية التي يمر بها الاستديو هو نهاية عهده مع ألعاب تصنف من أعمدة سوق الألعاب في العصر الحديث، فالاستديو لن يُطور ألعابًا من سلسلة Uncharted بعد الآن، ولا يوجد أي أخبار عن الجزء الثالث من The Last of Us.
هذه الأخبار قد تكون مؤسفة للغاية بالنسبة لمحبي هذين السلسلتين، ولكن إذا نظرنا للموضوع من الناحية الأخرى، فسنرى أن الاستديو اتخذ الخيار وهو الرحيل بينما يعتلي القمة. حقق استديو Nighty Dog كل شيء تقريبًا مع Uncharted وThe Last of Us، فالأولى ما زالت تحقق مبيعات مرتفعة والثانية تعتلي “تريند” المسلسلات.
Naughty Dog فرض نفسه على الجميع
انتهاء عهد استديو Naughty Dog بسلسلة Uncharted لا يعني أن السلسلة لن تستمر في المستقبل بشكل أو بآخر، فمن المحتمل أن تعود اللعبة بهيئة جديدة مع استديو جديد، ومن المحتمل أيضًا أن نرى جزءًا ثانيًا للفيلم السينمائي الذي أدا بطولته توم هولاند. الشاهد أن مغامرات نيثان دريك كثيرةٌ للغاية ودائمًا ما يكون هناك ما يستحق أن يُحكى. مغامرات دريك مع مع القراصنة أو المرتزقة أو حتى سعيه وراء الفتاة التي يحب كلها قصصٌ نحب أن نعيد استكشافها.
نجاح سلسلة Uncharted هو من أكبر أسباب الفخر لدى شركة سوني. بدأ نجاح السلسلة منذ اللحظة الأولى التي صدر فيها الجزء الأول على البلايستيشن 3. ومن بدأ اللعبة في تلك الأيام يتذكر جيدًا كيف كان التمثيل مصقولًا والقصة ممتعة والرسوميات مُبهرة، كل هذا بالإضافة إلى عناصر أخرى، جعلت Uncharted واستديو Naughty Dog في مصاف العمالقة الذين أنتجتهم سوني مثل Horizon وGod of War وغيرهم.
من Uncharted إلى The Last of Us
بعد كل النجاحات التي حققها Naughty Dog مع سلسلة Uncharted، اقتنع الاستديو أن عليه أن يبحث عن مغامرة جديدة. مغامرة أكثر عُمقًا قبل أن يُكمل ما انتهى به مع إصدارة A Thief’s End بطابعها الكئيب ومن بعدها Lost Legacy بطابعها البطولي ورحلة كلوي ونادين المثمرة خلال أراضي مدغشقر المليئة بالمرح والمغامرات وتطور الشخصيات.
قبل إصدارة A Thief’s End وبعد Drake Deception قرر الاستديو أن يبدأ رحلته الجديدة الأكثر سوداوية والغارقة بالجمال القصصي والسردي وهي The Last of Us. أفضل حصريات البلايستيشن على الإطلاق بالنسبة للكثيرين، وما نراه من نجاح المسلسل التلفزيوني الخاص بها الآن هو خير دليل، وإن لم يكن هذا الدليل كافيًا، فلكم في شهادة منافسي سوني حجة وبيان.
الشاهد أن الاستديو قدم لنا سلسلتان من أمتع ما كان وأعظم ما سيكون في عالم الألعاب، وهذا في وقت قياسي جدًا يجعلنا نصفق لهذا الاستديو الذي اختار أن يترك العمل على أحدهما بعدما حقق كل شيء، وبالتأكيد قد حان الوقت ليبدأ العمل على مغامرة جديدة.
لكل بداية نهاية
صدر الجزء الأول من Uncharted (Drake’s Fortune) في عام 2007، واستمرت السلسلة لعام 2017 بإصدارتها الأخيرة The Lost Legacy، وبهذا تكون السلسلة قد استمرت لأكثر من عشر سنوات وظلت معطائها حتى بعد انتهاءها، بل وستظل معطاءة بفضل الأفلام والمسلسلات التي قد تنبثق منها، وربما تفاجئنا الأيام بلعبة جديدة مع استديو جديد غير Naughty Dog.
كيف سيتناول الجزء القادم أحداث قصة الميثولوجيا النوردية
ولأن لكل بداية نهاية، حان الوقت لتقديم عرفان يلين بما قدمه لنا استديو Naughty Dog في وقت قياسي لا يمكن أن ننساه كلاعبين. وبعد نجاحات وعمل مثالي مع سلسلتين يُعدّان من الأفضل على الإطلاق، ربما حان الوقت للبحث عن مغامرة جديدة كليًا يشرّفنا أن نتساءل عن ماهيتها منذ الآن.