تعد لعبة GTA 3 واحدة من أهم ألعاب سلسلة Grand Theft Auto الغنية عن التعريف، وهذا ليس لأنها إحدى أوائل الألعاب التي قدمت تصنيف العالم المفتوح فقط، ولكن لما لها من قصة غنية، وتطور شخصيات واضح، وعالم مبهر. سهّل علينا هذا الجزء الكثير، وجعلنا نستقبل عناوين مستقبلية مثل Red Dead Redemption وغيرها من ألعاب العالم المفتوح بألفة كبيرة. ولم نعرف مدى تأثير هذا الجزء إلا في المستقبل.
استطاعت هذه اللعبة أن تحقق المعادلة الصعبة؛ فهي جمعت بين الاستحسان الجماهيري بسبب أصالتها واعتمادها على العنف وتصميم المراحل الثوري، وحصدت كذلك النجاح التجاري لنفس العوامل تقريبًا. مهدت الطريق بسبب ريادتها لأسلوب الـ Sandbox، واستطاعت أن تفعل الكثير، ومع اقتراب GTA 6، يبدو أن الوقت قد حان من أجل تذكر عظمة هذا الجزء.
GTA 3 بدأت كل شيء
صدرت هذه اللعبة في أكتوبر من عام 2001، أي ما يزيد عن العقدين. وعلى الرغم من كل هذه المدة الطويلة، إلا أنه بدونها لم تكن الأجزاء اللاحقة لتحقق نفس النجاحات. جزءٌ كبير من نجاح GTA 3 يعود إلى بطل اللعبة كلود، هذا البطل الصامت الذي ظُلم في حياته ويبدو أنه سيتخذ ما تبقى من حياته من أجل الانتقام. عشنا مع هذه الشخصية الرئيسية فترات مختلفة -تمثلت في المهام الرئيسية والجانبية- من الجريمة، وسوء السلوك، والفساد وكل هذا من أجل الحصول على الحرية.
لم تبد مدينة Liberty City أكثر المدن إبهارًا، ولكنها في نفس الوقت أوفت بالتوقعات وكانت بمثابة ساحة الحرب التي ضمنت للاعبين مغامرات جعلتهم يتغنون بها، ناهيك عن الطريقة التي صُممت بها وتجعلك تشعر بالحرية الكافية لفعل ما تريده. مجرد الوجود في اللعبة كان بالمثابة المتنفس، ولولا الإمكانيات التكنولوجية العطبة -مقارنة بالموجودة حاليًا- في 2001، لكنا رأينا شيئًا مختلفًا تمامًا. ولمن لعب GTA 5، سيلاحظ تبنيها لنفس الفلسفة، ولكن بطابع سينمائي وبأسلوب سردي أفضل نتيجة للخبرة التي اكتسبتها روكستار من GTA 3 وغيرها على مدار مختلف السنين.
أثر GTA 3 الواضح على باقي أجزاء السلسلة
إذا أردت أن تلاحظ التأثير المباشر للعبة GTA 3 على السلسلة الشهيرة، فمن البديهي أن تنظر لما جاء بعدها مباشرةً سواء GTA: Vice City أو GTA: San Andreas اللذين صدرا بعد عامين من لعبتنا التي نتحدث عنها وذلك على جهاز البلايستيشن 2. استلهم الجزءان اللاحقان الكثير من كلود ومغامراته في GTA 2001، وأضافا على ذلك تحسين الجودة الرسومية بحكم الخبرة، وبالطبع لا ننسى الأبطال الجدد في كلتا الإصدارين والذين حفروا أسماءهم من ذهب في عالم الألعاب.
على البلايستيشن 2 أيضًا، وبالتحديد في عام 2008، صدرت GTA 4، والتي نحتاج إلى إثبات تأثرها بـ GTA 3، فيكفي أنها أعادت الذكريات بزيارة مدينة Liberty City للمرة الثانية.
لماذا نجحت سلسلة Grand Theft Auto؟
هل سألت نفسك من قبل عن الأسباب التي تجعل اللاعبين يعودون مختلف أجزاء GTA باستمرار؟ الجواب هنا يكمن في التوفيق بين شيئين، وهما المتعة والواقعية الشديدة، ومن بدأ هذا الأمر؟ بالطبع GTA 3، ومن بعدها باقي الأجزاء. فهذه السلسلة تتبنى أحداثًا يمكن إسقاطها على الواقع بسهولة شديدة، وكل من يلعب أجزاء هذه اللعبة يشعر وكأنما يلعب في العالم الحقيقي؛ وهذا ببساطة لأنها سلسلة قائمة على السخرية من الواقع الأمريكي على عكس سلاسل أخرى شهيرة، مثل RDR، بأحداثها الدرامية ذات الماضي الغربي المتوحش أو Wild West.
إذًا هما عاملين، الواقعية الواضحة مع المتعة التي لا تنتهي، وهذا المزيج غير موجود في عناوين كثيرة للغاية من ألعاب العالم المفتوح وغيرها مثل Saints Row وMafia 3 على سبيل المثال لا الحصر. ونأمل أن تستمر سلسلة GTA بنفس الطريقة التي بدأت بها منذ 2001 مع الجزء الذي نتخذ منه محور الحديث وحتى يومنا الحالي.
الخلاصة أن كل العناصر المميزة التي نراها اليوم في سلسلة Grand Theft Auto يُمكن إرجاعها إلى الجزء الثالث من هذه السلسلة الأسطورية والعريقة. مثلها مثل سلاسل عريقة أخرى مثل Battlefield وCoD وFallout وإلخ.. وُجدت هذه السلسلة الأسطورية لتُلعب في أي وقت ومكان، ونأمل أن يسير الجزء الجديد، الذي لا نعرف عنه شيئًا مؤكدًا سوى أنه في مراحل التطوير الأولى، على نفس نهج الأجزاء العريقة السابقة.