High On Life: مراجعة اللعبة ذات القصة الأكثر جنونًا

كثيرٌ منا سمع أو شاهد المسلسل الكارتوني الشهير Rick and Morty ويعرف جيدًا درجة الإبداع التي يقدمها لنا هذا المسلسل بفضل شخصياته ذات الرسومات العصرية والفريدة وبسبب الإتقان في الكتابة والعمل بشكل عام. قبل High On Life، لم يكن هناك شيءٌ كهذا، ولكن بمجرد الإعلان عن اللعبة للمرة الأولى في مؤتمر PAX West، سرعان ما ربطناها بالمسلسل الكارتوني وعرفنا أننا بانتظار قدر من الأبداع.

وبالفعل، عرفنا أيضًا أن مؤسس استديو Squanch Games هو Justin Roiland، وهو المبدع والمبتكر لسلسة Rick and Morty وSolar Opposites وغيرهما من الأعمال الرائعة الأخرى مثل Adventure Time أو وقت المغامرة كما نعرفه في عالمنا العربي. فهل اللعبة كانت على نفس القدر من الإبداع المعهود؟ وما تقييمها كلعبة فيديو؟ إليك مراجعتنا الكاملة عنها.

ما هذه القصة بحق الجحيم؟

رأينا قصص مجنونة كثيرة في عالم الألعاب، ولكني أراهن أن قصة High On Life هي الأكثر غرابة في 2022 وقد تكون الأغرب في تاريخ صناعة الألعاب. تتمحور قصتنا حول عصابة فضائية تُدعى G3 تغزو كوكب الأرض وتحاول استخدام كل من عليها من بشر لصنع مواد مخدرة تجعلهم ينتشون! نعم، البشر أصبحوا مخدرات في هذه اللعبة.

تبدأ القصة بالشكل الذي تتحول فيه الخيالات إلى حقيقة إذ أننا نرى شابًا يجلس أمام حاسوبه ويستمتع بإحدى ألعاب التصويب، وفجأة، يجد هذا الشاب نفسه مع سلاح متكلم يخبره بأن الأرض قد تم غزوها من قِبل عصابة فضائية وعليهم الرحيل فورًا. يجد الشاب نفسه على كوكب آخر ليخوض مغامراته ويلعب لعبة تصويبٍ حقيقية -كصائد للجوائز- مع كائنات فضائية عليه أن يقضي عليهم جميعًا. الهدف واضح، وهو القضاء على زعيم العصابة الفضائية الذي يُدعى Garmantuous وإعادة الأمور إلى طبيعتها بشكل أو بآخر.

لكل المتحفظين، عليكم أن تحذروا!

على الرغم من أن رسوميات هذه اللعبة قد توحي إليك أنها لعبة لطيفة تصلح للعائلة، إلا أنها ليست كذلك على الإطلاق. الأمر ليس متعلقًا بالعنف، فأولًا وأخيرًا هذه مجرد لعبة كوميدية من ناحية التصنيف، ولكن فكريًا وأخلاقيًا، فاللعبة منحلّة للغاية ولا تصلح لأي شخص متحفظ.

هناك قدرٌ مبالغ به من الشتائم والألفاظ والإيحاءات، ناهيك عن الإساءة للأديان والأنبياء بحكم أن Justin Roiland ملحد. نكّلت اللعبة بالأفكار الفطرية السليمة وشطحت بأفكارها بعيدًا. من شاهد مسلسل Rick and Morty وليس لديه أي مشاكل معه من الناحية الفكرية أو الأخلاقية فسيستمتع بكل ما في هذه اللعبة، خلاف ذلك، سيكون من الصعب عليك تقبلها. نعود أدراجنا ونتحدث عن اللعبة نفسها كلعبة فيديو، وليس كأي شيء آخر.

أسلوب اللعب وعالم High On Life الخلّاب

كما نعرف فهذا العنوان هو لعبة تصويب من المنظور الأول، وأنت تلعب بصائد جوائز وبعض الأسلحة الثرثارة أو Gattliens، وكل سلاح مختلف عن غيره. السلاح الأساسي هو السلاح ذو اللون الأزرق والذي يمثله صوتيًا Justin Roiland بنفسه. وكون بطلنا صامت لا يتحدث تقريبًا طوال اللعبة كلها، فالأسلحة وثرثرتها هي مصدر تسليتك الوحيد، ومع ذلك قد تنزعج منها كثيرًا، ولحسن الحظ أن اللعبة بها خيار يُمكنك من إسكاتهم.

لكل سلاح نوعان من الطلقات، أساسية وفرعية، كما ستلاحظ أن لهم “شخصيات” منفصلة وفريدة بمجرد تعرضك للحوارات مع الشخصيات غير القابلة للعب NPCs. عالم اللعبة مبهر ومليء بالألوان المختلفة، وحتمًا سيذكرك بمسلسل Rick and Morty، وبالنسبة إليّ هو من أقوى نقاط اللعبة ويتعاون مع أسلوب اللعب بطريقة جميلة مفادها أن هذه اللعبة ليست لعبة تصويب بالمعنى الحرفي، ولكنها لعبة كوميديا و”تحشيش” من الطراز الرفيع، بالإضافة إلى بعض التصويب.

مميزات وعيوب اللعبة

بادئ ذي بدء، وبغض النظر عن القصة التي لا تحتاج إلى تقييم نظرًا لسخافتها، علاوة على أن هذه اللعبة لا تأخذ نفسها على محمل الجد، إلا أن هناك الكثير من المميزات وبعض العيوب بلعبة High On Life.

بالنسبة للمميزات، فبالطبع الأداءات الصوتية كانت رائعة ومُنعشة لأبعد الحدود. مجددًا، كل من أحب Rick and Morty سيستمتع بالتمثيل الصوتي المناسب للغاية. القتالات متنوعة وخصوصًا قتالات الزعماء رُغم أني شعرت ببعض التكرار في قليل من الأحيان ولا أدري لماذا، وما أعطى القتالات روحًا مختلفة هو تنوع البيئات بشكل كبير والألوان الزاهية التي تحدثنا عنها بالأعلى، ولا أُخفيك سرًا أن بعض هذه القتالات كان عصيًا وخصوصًا القتال مع الزعيم الأخير.

أما بالنسبة للعيوب، فهي كثيرة، وأولها بالطبع هي المشكلات الفنية. إن كنت من محبي السلاسة وبالتحديد في الإطارات، عليك تجنب لعب High On Life على حاسوب متوسط أو أجهزة الجيل القديم، مع العلم أنك لو لعبتها على Xbox One أو حاسب متوسط ستستمتع، ولكن ليس بنفس قدر الجيل الجديد.

أما عن العيوب الأكبر بالنسبة لي فتمثلت في بعض القتالات، خصوصًا في الفصل الأول، بالإضافة إلى الألفاظ القذرة والخروج عن المألوف بشكلٍ يؤذي كل من يريد الاستمتاع بوقته بشكل نظيف وبدون التطرق للشتائم والإيحاءات الجنسية، وبالطبع للعبث بالمقدسات.