تفوقت لعبة Hogwarts Legacy على نفسها إذا تحدثنا عن قدرتها على جعل اللاعبين يشعرون بأنهم جزء من عالم سحري خلاب، وتمكينهم من عيش مغامرة شاهدوها من قبل في أفلام هاري بوتر. أعطت اللعبة لكل من جربها الفرصة لكي ينضم لأحد المنازل الأربعة الشهيرة (هافلبف، ورافنكلو، وجريفندور، وسليذرن)، كما أثقلت عالمها بشخصيات رائعة وكل شخصية كان لها قصتها الخاصة. بالمجمل، قدمت اللعبة تجربة ساحرة.
ومع ذلك، فكثيرون يروا أن تجربة مدارس السحر الأيقونية الأربعة كان ينقصها شيء ما، وحتى أن بعض المراجعين، وبالأخص الشغوفين بعالم هاري بوتر وسلسلة رواياته، ظلموا اللعبة بتقييماتهم -حتى لو لم تكن سيئة- لأن اللعبة لم تهتم بالمنازل الأربعة، أو بالأحرى لم تصورهم، كما حدث في عالم الأفلام والروايات، وبالتالي أُحبطوا من اللعبة كقطعة فنية من المفترض أن تكون مكتملة الأركان.
لننتهي من حفلة استقبال الطلبة سريعًا!
هناك الكثير من التفسيرات التي يتحجج بها هؤلاء القائلين بسوء التجربة وإهمال تجسيد المنازل، وأولها حفلة استقبال الطلبة الجُدد، والبداية مع قبعة الأسئلة. كانت الأسئلة محدودة بشكل واضح وحقيقة أن عدد الأسئلة كان اثنين فقط لهو معيار غير كافٍ لتحديد شخصية اللاعبين. وقد يُرد عليهم بأن الإيقاع كان سريعًا في البداية والأحداث الدرامية استوجبت ألا تكثر اللعبة من الأسئلة في البداية.
أيضًا هناك خيار يمكن أن يطرح من خلاله المزيد من الأسئلة وهو عن طريق ربط اللعبة بحسابهم على WB Games، ولكنه يتطلب المزيد من العناء.
منازل Hogwarts Lagecy لم يتم تقديمها بالشكل المطلوب
على عكس ما توقع الكثيرون من محبي سلسلة هاري بوتر وممن كانوا ينتظرون لعبة Hogwarts Legacy، لا يوجد تأثير فعلي للمنازل الأربعة على اللعبة؛ فقط ألوان الملابس، والغُرف التي يمكن للاعبين أن يدخلوها بناءً على منزلهم، وأخيرًا بعض مقتطفات الحوار. كان يمكن أن تُوظف المنازل بشكل أفضل من هذا.
واحدة من الاقتراحات التي كان يمكن أن تعطي للمنازل دورًا أكبر هو توظيفها في عناصر الـ RPG وجعلها تؤثر على أسلوب اللعب بشكل مباشر، فمثلًا كان يمكن أن تتفاعل المنازل مع بعضها البعض وزيادة الحوارات فيما بينهم كان ليزيد من الحماس. شجاعة المنتمين لمنزل جريفندور كان يمكن أن يكافئوا عليها، ونفس الشيء بالنسبة لخُبث هؤلاء المنتمين لمنزل سليذرن، وطيبة وولاء هافلبف، وأخيرًا ذكاء رافنكلو.
كان يمكن أيضًا أن تُقدَّم المنازل بطريقة أفضل ويتم التعريف بصفاتها بشيء من التفصيل؛ فكل منزل لديه من الصفات ما يجذب اللاعبين وبناءً عليه سيختار اللاعبون المكان الذي يجدونه أنسب إليهم. ولكن يبدو أن المطورين اعتمدوا على أن اللاعبين لديهم خبرة مسبقة بهذا العالم أو ربما وجدوا أن هذا ليس أفضل ما يمكنهم فعله كونه ليس الجزء المنشود من لعبة Hogwarts Legacy في الأساس.
المقصد أن صفات المنازل لم تظهر على هؤلاء المنتسبين إليها بالشكل الذي كنا نتوقعه، ونأمل أن نرى تأثيرًا حقيقيًا في المستقبل، سواء في أي إضافة ستصدر للعبة ويا حبذا لو كان في جزء جديد.
عدم استغلال نقاط المنازل
آخر ما نود الحديث عنه هو سوء استغلال نقاط المنازل، أو بالأحرى إهمالها خلال فترة اللعبة كلها، وهذا يضعف من انتماء اللاعبين للمكان. ولمن لا يعرف، ففي سلسلة أفلام هاري بوتر، كانت نقاط المنازل أو House Points بمثابة الحافز الذي يشجع الطلاب على حُسن السلوك والاستمرار في النجاح والتفوق الأكاديمي. وهذه النقاط كانت تُكتسب فور إظهار الطالب لشجاعته أو عقب تفوق أكاديمي، أو حتى لعدم خرقه للقواعد.
هذه الأشياء لم تظهر في لعبة Hogwarts Legacy، أو على الأقل لم يتم التركيز عليها، فعلى الرغم من تبني فكرة نقاط المنازل في بعض المراحل التي كانت تقع داخل الفصول الدراسية، إلا أنه تم تجاهلها في معظم المراحل الأخرى.
بالأخير، هذا المقال ليس هدفه التقليل من شأن لعبة Hogwarts Legacy، فنحن نعترف أنها لعبة عظيمة وتستحق كل الثناء الموجه لها، بل وننتظر إصدارة جديدة لها بفارغ الصبر، ولكننا نعرض وجهة نظر فئة معينة، بالأخص العاشقة لعالم هاري بوتر وتفاصيله، وكانت ترى أن اللعبة ستكون أفضل لو اهتمت بالمنازل أكثر وبغيرها من الأشياء الأخرى مثل تخليها عن لعبة الكويدتش والتي تعد من أعلام سلسلة هاري بوتر.