تتعدد فئات ألعاب الفيديو، ومن بين عشرات الفئات، توجد فئة الألعاب القتالة التي أزعم أنها ذات الشعبية الأكبر بين باقي الفئات، ومن أشهر أيقونات تلك الفئة هي Mortal Kombat، وهي السلسلة التي ظهرت أول ألعابها في 1992، ومن وقتها، والسلسلة تزداد شعبيةً وشهرة سنة بعد سنة.
بالنسبة للاعبين الجدد الذين جربوا ألعاب السلسلة، فهي تتميز بحركاتها التي لا توجد في أي لعبة أخرى من فئة الألعاب القتالية، ناهيك أن شخصياتها لم ولن يوجد مثلهم، نحن نتحدث عن شخصيات مثل Liu Kang، وRaiden، وGoro، والذين أصبحوا من أعمدة الألعاب القتالية. السلسلة مليئة بالآمال المحطمة واللحظات الجيدة والسيئة، والأهم من ذلك أنها مليئة بالحماس والأكشن.
لمحة عن بدايات سلسلة Mortal Kombat
طُرحت فكرة اللعبة للمرة الأولى في عام 1991، ووقتها كان الفريق المطور عبارة عن أربعة أشخاص فقط، من بينهم مبرمج واحد. كان المصمم القصصي John Tobias يهدف إلى صناعة لعبة فيديو بأجواء تشبه النينجا، ولكن الفكرة لم تقدهم إلى أي شيء في البداية. في ذلك الوقت، كان استديو Midway Games يرغب في تطوير لعبة فيديو ببطولة نجم الأكشن الشهير فان دام، وكانت اللعبة تشبه -نوعًا ما- الجزء الثاني من سلسلة Street fighter، ولكن لحسن الحظ بالنسبة لنا أن فان دام لم تعجبه الفكرة.
لم يتخل الاستديو عن فكرة إنشاء اللعبة القتالية التي رغب في صناعتها، وبالفعل، تم إنشاء لعبة Mortal Kombat الأولى وكان أسلوبها مختلف تمامًا عن Street fighter؛ فكما نعرف جميعًا أن السلسلة تتميز بدمويتها الشديدة التي تختلف عن أي شيء آخر. صدرت اللعبة عام 1992 على أجهزة الآركيد واكتسبت شهرة لا مثيل لها، وبعد عام واحد فقط، صدرت اللعبة على أجهزة الكونسول المختلفة.
لا شك أن العنف هو الطابع المسيطر على اللعبة، بل وعلى السلسلة، ولكنها في نفس الوقت لديها من الجوانب المرحة والمسلية ما يجعلها لعبة رائعة. العجيب في الأمر أن مصمم اللعبة نفسه قال إنها لم يكن من المفترض لها أن تتخذ من العنف طابعًا أساسيًا، ولكنهم لم يملكوا خيارًا آخر.
طابع مميز وتأثير واضح
على الرغم من نجاح الجزء الأول، إلا أن فريق المطورين لم يَكبُر من ناحية العدد، ومع جزء Mortal Kombat: Deadly Alliance، والذي صدر في 2002، أصبح الفريق مكونًا من 25 شخصًا. ومن الواضح أن اللعبة استمرت في نجاها بسبب تفردها عن غيرها من العناوين التي وجدت على الساحة وقتها. وما يميز السلسلة أيضًا أن كل جزء فيها منفصل تمامًا عن سابقه ويمكن لعبه بشكل منفرد. وهذا التجديد والاستقلال يمثل جزءًا لا بأس به من النجاح، ولو أنه يُفقد السلسلة فرص نجاح لا بأس بها أيضًا.
أهم ما يميز السلسلة هما عنصران: الـ gore، والـ Fatalities. من يلعب السلسلة يعرف المعنى جيدًا. مع الوقت تطور هذان العنصران بشكل كبير بفضل النضوج التكنولوجي الذي نعيشه، ويظهر هذا الأمر جليًا في Mortal Kombat 11 التي صدرت في 2019، والتي تتضمن أعنف الحركات التي يمكن أن تراها في السلسلة، ومن شدة العنف، يمكن أن يصاب اللاعبون الذين يعانون من مشاكل صحية بصدمات أو شيء من هذا القبيل.
هذا المستوى الوحشي أدى إلى نجاح Mortal Kombat 11 بشكل غير مسبوق حيث استطاعت اللعبة أن تبيع أكثر من 12 مليون نسخة حول العالم، لتعبر عن مدى تعطش اللاعبين لهذه النوعية من الألعاب.
فضل سلسلة Mortal Kombat على المحتوى الترفيهي
بفضل الصدى المدوي الذي أحدثته سلسلة Mortal Kombat، أصبحنا نرى لها منتجًا ترفيهيًا في كل المجالات المتاحة؛ بدايةً من الأفلام السينمائية، وحتى المسلسلات التليفزيونية، والموسيقى، وحتى ألعاب الأطفال التي تأتي مع الوجبات. بحلول عام 2021، باعت السلسلة أكثر من 73 مليون نسخة حول العالم، وهذا يجعلها أكثر سلسلة ألعاب قتالية مبيعًا على الإطلاق.
حاولت الكثير من العناوين الأخرى مثل Bloodstorm، وKiller Instinct، وWay of the Warrior أن تقلد العنف الجائر في سلسلة Mortal Kombat، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل. وصل العنف في السلسلة لدرجة جعلت المحتجين والمعارضين لألعاب الفيديو يحتجون بها أمام مجلس تقييم المحتوى الترفيهي أو ESRB.
لا يمكن لأحد أن ينكر تصميم الشخصيات المميز في السلسلة الدموية وكيف أنه أثر على الكثير من العناوين الأخرى. ظلت شخصيات مثل سكوربيون، وسموك، وريبتايل عالقة في أذهاننا حتى يومنا هذا، وبسبب كل هذه النجاحات، يبدو أن السلسلة مستمرة وستستمر معنا لوقت طويل، وبعد تأكيد أن Mortal Kombat 11 ليس لها تحديثات جديدة، يبدو أن الاستديو يعمل أو على الأقل سيعمل على جزء جديد في المستقبل.