لعبة Stray هي واحدة من أمتع وأكثر التجارب المفاجئة في هذا العام لما لها من لحظات مميزة وتجربة كلية أقوى مما توقعنا بكثير على مختلف الأصعدة. كل شيء كان رائعًا، بدايةً من المدينة المُدمرة، والألغاز الذكية، وفوق كل هذا القصة التي لم يتوقع أحد أن تكون بهذه القوة. ومع النهاية المؤثرة، يبدو أن الجزء الثاني يُطبخ على نار هادئة، ونتمنى جميعًا أن يكون بقوة الجزء الأول أو حتى يتخطاه.
تحذير بالحرق..
في نهاية Stray، خرج القط من العالم المدمر إلى العالم الحقيقي مرةً أخرى، وبالتحديد من المكان الذي وقع فيه مع بداية اللعبة. خرج القط إلى العالم الحقيقي، ولكن هذه المرة يبدو أن البشر قد اختفوا للأبد. ومع أن الكثيرين قد يعتقدون أن هذه هي النهاية الأنسب، وأن مغامرات قطنا قد انتهت، إلا أن النهاية قد تكون مجرد البداية، فلا ننسى أن كل العناء الذي بذله القط كان من أجل العثور على عائلته التي أضاعهم في بداية اللعبة، ومع عدم تحقق هذا الهدف حتى الآن، ومع النهاية التي توحي بجزءٍ ثان، يبدو أن هذا ما سيحدث.
ما الذي يوحي بوجود جزء جديد من Stray؟
منذ اللحظات الأولى من اللعبة، كان من الواضح أن هناك علاقة قوية بين القط وعائلته. كانوا يمشون معًا ويلعبون مع بعضهم البعض. يموؤون لأنهم قطط، ويمشون سويًا لأنهم عائلة واحدة، وأثناء تجوالهم في أحد المستنقعات، وبينما يقفزون فوق أحد المواسير، سقط أحدهم (بطلنا القط) في عالم هالك يسكنه الروبوتات وكائنات تُدعى الـ Zurks. التقى قطنا بروبوت يُدعى B12 ساعده كثيرًا في رحلته الشاقة، واستكشاف هذا العالم العصيب لكي يخرج منه.
وبعد رحلة طويلة قوامها القصة القوية والألغاز الذكية، استطاع القط أخيرًا أن يخرج من هذا العالم، ولكنه خرج كما دخل إليه؛ وحيدًا. القصة لم تنته هنا، فالخروج من المدينة الهالكة لم يكن الهدف من القصة، ولكنه كان مجرد معبرٍ لهدفٍ أسمى، ألا وهو العثور على العائلة. ولأن هذا الهدف لم يتم تحقيقه بعد، يبدو أننا سنستكمل الرحلة في العالم الخارجي هذه المرة، بافتراض وجود جزء ثان بالفعل بسبب النهاية التي ظهرت فيها الشاشات وهي تعمل.
ماذا حدث للبشر؟
خلال رحلتنا الطويلة في المدينة الهالك، تم ذكر ما حدث للبشر على يد مخلوقات الـ Zurks، وكيف أن هذه المخلوقات استطاعت أن تقضي على البشر، ولكن لم يتم التطرق إلى أي تفاصيل أخرى. لا ندرى إن كان الجنس البشري كله قد هلك أم لا، ولكن من المحتمل أن نجد بعضهم ما زال على قيد الحياة. وفي هذه الحالة، قد نرى تعاونًا -من أي نوع- بين قطنا والجنس البشري، ولكننا سنفقد ميزة فهم الكلام التي أعطانا إياها B12.
ما نريد قوله هنا إذا كانت القصة لم تنته بعد، وإذا كان هناك جزءٌ ثانٍ، فعليه أن يكشف عن مصير البشر، سواء عن طريق الرسائل أو الإشارات أو أي وسيلة أخرى. وسواء كان البشر على قيد الحياة أم لا، يجب أن يتم التركيز عليهم، على الأقل بنفس القدر الذي ذُكروا به في الجزء الأول.
رفيقٌ جديد
[تحذير بالحرق]
لا شك أن الروبوت B12 كان واحدًا من أهم العوامل المساعدة -إن لم يكن أهمها- خلال رحلتنا مع لعبة Stray. هذا الروبوت اللطيف الذي لولاه لما كنا لنعرف أو لنفهم الكثير بسبب اللغة الغريبة الموجودة في العالم الهالك. في نهاية اللعبة، ومع الأسف الشديد، اضطُررنا لفقد هذا الرفيق B12 الذي ضحى بنفسه من أجل أن يفتح لقطتنا الباب المؤدي إلى العالم الخارجي.
لم يكن B12 مجرد روبوت صغير محبوب، ولكنه امتلك ذكاءً عرفنا فيما بعد أن مصدره هو حقيقة وأصل B12 نفسه، وهو أن هذا الروبوت كان عالِمًا يومًا ما وتم اختزال وعيه بشكل أو بآخر داخل هذا الروبوت. هذه جزئية مهمة جدًا ونريد جميعًا أن نعرف كيف حدثت. مثلها مثل مصائر البشر، سيكون من الواجب على الجزء الجديد أن يجيب على التساؤلات المحيطة بهذا الروبوت الذي تأثرنا جميعًا بنهايته.