على اختلاف الألعاب وفئاتها، تبقى العناوين التي تتناول أحداث ما بعد نهاية العالم هي واحدة من أكثر الأعمال الفنية سوداويةً وغرابة. إذا تأملت في الفكرة قليلًا، ستلاحظ مدى بشاعتها ورعبها، ولكن في النهاية، الأمر يعتمد على السياق الذي تدور فيه الأحداث. تتميز الألعاب عن بقية الأعمال الفنية في تفاعليتها، وهذا ما يجعلها أكثر الفنون مناسبةً لهذا النوع؛ فتجول بطل سينمائي في عالم مليء بالدمار والوحدة، يختلف عن تجولك أنت.
ولكن، يجب أن تعلم أن هذا النوع من الألعاب صعبٌ للغاية، وإذا أراد مطوروه أن ينجحوا، فعليهم أن يبذلوا جهدًا مضاعفًا، فكثير من هذه الألعاب غير مقنعة وتُشعرك بأن العمل الذي بُذل عليها ضاع هباءً منثورا، ومع هذا، نجد أن هناك عناوين تستحق الإشادة والاحترام، وحتى أن بعضها استطاع أن يفرض نفسه ويُتوَّج في قائمة الأفضل على الإطلاق في تاريخ الصناعة.
Days Gone
وصل نجاح لعبة Days Gone إلى الحد الذي جعل لاعبيها يوقعون عريضة يطالبون فيها شركة سوني بجزءٍ جديد، وكما يمكنك أن تستنتج، فاللعبة حصرية لسوني وموجودة أيضًا على الحواسيب الشخصية. تميزت لعبة Days Gone بفضل عالمها المفتوح وشخصياتها المكتوبة باحترافية شديدة، وبالنسبة للكثيرين، يعد هذا العنوان الأفضل من بين كل ألعاب رعب النجاة.
قصة اللعبة نمطية ورأيناها كثيرًا؛ فهي تدور حول صائد جوائز يُدعى Deacon St. John وهو يحاول أن ينجو بنفسه من عالم مُنتهٍ مليء بالزومبي والمخلوقات الغريبة والعجيبة، ولكن كما قلنا، فاللعبة تعتمد على تفاصيل القصة، وحُسن الكتابة، وأسلوب اللعب أكثر من القصة نفسها. التجربة غنية بالمتعة وإدمانية لأبعد الحدود، وحقًا نتمنى أن تستمتع سوني لمطالبات الجماهير وتعمل على جزء ثانٍ.
Resistance: Fall of Man
حصرية أخرى لسوني، ولكن هذه المرة على البلايستيشن 3. هذا الكونسول الذي انتظرناه جميعًا على أحر من الجمر عندما تم الإعلان عنه للمرة الأولى، والذي فور صدوره خيّب آمالنا بشكل أو بآخر بسبب التأجيلات الكثيرة التي أصابت ألعابه، وبسبب سعره المرتفع أيضًا، وهذا وضع المبادرة بأيدي ميكروسوفت وبجهاز الـ Xbox 360.
استمرت خيبة الأمل إلى أن صدرت اللعبة التي نحن بصدد الحديث عنها. صدرت لعبة Resistance: Fall of Man في عام 2006، وتم تطويرها بواسطة استديو Insomniac -نعم، استديو Insomniac الذي طوّر Marvel’s Spider-Man يعمل مع سوني منذ وقت طويل- ومن نشر سوني.
تمثل لعبة Resistance: Fall of Man الانطلاقة الحقيقية للبلايستيشن 3، وتقع أحداثها عقب أحداث الجزء الثاني مباشرةً، وفيها نعيش مغامرةً مع الرقيب نيثان هيل وفريقه وهم يحاولون التخلص من غزوٍ فضائي وطرده خارج المملكة المتحدة. الجدير بالذكر أنه كان من المخطط لهذه اللعبة أن تصدر تحت اسم I-8 كونها العنوان الثامن استديو Insomniac، ولكن تم التخلي عن الفكرة لاحقًا.
Mad Max
هي واحدة من الألعاب الغنية عن التعريف ولا يمكن أن تخلو قائمة تتحدث عن ألعاب ما بعد نهاية العالم منها. بعد نجاح سلسلة الأفلام التي تحمل نفس الاسم، رأى المطور Avalanche Studios والناشر Warner Bros. أنها ستنجح في عالم الألعاب كذلك، وهذا ما كان.
صدرت اللعبة في 2015، في نفس سنة صدور فيلم Mad Max: Fury Road، وامتازت بنظام معاركها المختلف، وقصتها الحماسية، والأهم من ذلك بعالمها المفتوح البائس والمعزول. صدرت هذه اللعبة على أجهزة الجيل الماضي من Xbox وPlayStation، وكان من المخطط لها أن تصدر على أجهزة الـ PS3 وXbox 360، ولكن تم إلغاء نسختيهما، وبشكل عام، تُعد لعبة Mad Max واحدة من أفضل ألعاب الأكشن والمغامرات على الإطلاق، وليس ألعاب ما بعد نهاية العالم فحسب.
The Walking Dead: Season 1
من أعمدة هذه القائمة، وكل القوائم التي تتناول ألعاب ما بعد نهاية العالم، تأتي سلسلة The Walking Dead، وبالتحديد TWD: Season 1. هذه السلسلة الشهيرة التي ذاع صيتها بفضل المسلسل التلفزيوني المبني على قصص روبرت كيركمان المصورة، والذي يُبث على شبكة AMC.
هي لعبة أكشن ومغامرات بطابع الـ Point and Click أو التأشير والتصويب، ومثلما تميزت العناوين السابقة بالشخصيات والقصة، أعتقد أن هذه اللعبة تجاوزت حد التميز، وخصوصًا بفضل بيئتها وعالمها المثالي. كل شيء مثالي في هذه اللعبة تقريبًا عدا ميكانيكيات التصويب في بعض الأحيان، ولكن هذا الخلل الطفيف لم يكن مزعجًا على الإطلاق.
The Last of Us
الأفضل في هذه الفئة من وجهة نظري المتواضعة. حصرية سوني التي استطاعت أن تحفر اسمها في التاريخ كواحدة من أفضل الألعاب على البلايستيشن وواحدة من أفضل الألعاب في التاريخ. سواء الجزء الأول أو الثاني، لهذه السلسلة المكونة من جزئين -حتى الآن- مكانة خاصة في قلوب جميع اللاعبين، وهذا لقصتها ولأسلوب اللعب ولشخصياتها ولكل شيء فيها تقريبًا.
وبعد أن تحولت السلسلة لمسلسل تلفزيوني على شبكة HBO، انفجرت شهرتها ولاحقها النجاح حتى على الشاشة الصغيرة. ولمن يعيش تحت صخرة، فقصة اللعبة تقع في عالم مُنتهٍ بسبب نوع غريب من الفطريات يجعل البشر يتحولوا إلى موتى أحياء أو كائنات زومبي، ومن هنا تبدأ الأحداث التي لن تجد لها مثيل.