مقالات

إتمام صفقة استحواذ ميكروسوفت على Activision Blizzard ليست سوى مسألة وقت

لم يتبق سوى القليل

الآن فقط، وبعد أكثر من عام على إشهار ميكروسوفت نيتها للاستحواذ على شركة Activision Blizzard العملاقة بقيمة هي الأعلى في تاريخ الصناعة، وهي حوالي 70 مليار دولار، يمكننا أن نعتبر أن الصفقة قد تمت، ويومٌ تلو الآخر، تقترب من أن تتم بشكل رسمي وتُنصّب ميكروسوفت نفسها كعملاق أكثر توحشًا في صناعة الألعاب، فميكروسوفت قبل هذه الصفقة شيء -قويٌ طبعًا-، وبعدها ستكون شيئًا آخر تمامًا.

حتى الآن وافقت دولٌ كثيرة على الصفقة كان آخرهم البرازيل وتشيلي وصربيا والسعودية، ولكن الدول التي بيدها القرار مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحتى الاتحاد الأوروبي لم يحسموا موقفهم بشكل قطعي، وهذا رُغم موافقة هيئة المنافسة والأسواق مؤخرًا، ولكن بشكل مبدأي. الخبر السعيد أن مسألة الاستحواذ قد تتعدى كونها مسألة وقت فقط، وإليكم الأسباب.

موقف الاتحاد الأوروبي من صفقة الاستحواذ على Activision Blizzard

microsoft reacts to eus in depth investigation of activision blizzard deal

على الرغم من أن الاتحاد الأوربي أعرب عن قلقه بخصوص استحواذ ميكروسوفت على الصرح العملاق Activision Blizzard وأن هذه الصفقة قد تُضعف المنافسة، إلا أن الاتحاد الأوروبي لم يأخذ أي فعل رسمي أو يعارض الصفقة بشكل قطعي. يتبقى أمام الاتحاد الأوروبي حوالي شهر ونصف، وبالتحديد حتى الثاني والعشرين من مايو القادم، ليتخذ قرارًا رسميًا، وهناك حالة من التفاؤل لدى ميكروسوفت لسببين.

السبب الأول هو أن هذه ليست المرة الأولى التي توضع فيها ميكروسوفت في نفس الموقف، ففي 9 من إجمالي 10 استحواذات سابقة، استطاعت ميكروسوفت أن تحوز ثقة الاتحاد الأوروبي وتحصل على موافقته. ولمن يتساءل عن الإخفاق الوحيد، فكان في عام 2005 عندما حاولت ميكروسوفت أن تستحوذ على شركة سوفت وير تُسمى ConentGuard ووقتها كان الاتحاد الأوربي مُوقنًا بأن هذا الاستحواذ سيُعطي لمايكروسوفت سيطرة على سوق المحتوى الرقمي، ولهذا لم يوافق.

أما عن السبب الثاني الذي يُعطي لمايكروسوفت مؤشرات إيجابية بخصوص موافقة الاتحاد الأوروبي، هو أن ميكروسوفت قدمت هذه المرة دلائل عدة وإثباتات قطعية أن استحواذها على Activision Blizzard لأن يؤثر على المنافسة، كما أنها عقدت صفقات عديدة مع أكثر من منصة لإعطائهم حقوق سلسلة Call of Duty لأكثر من 10 سنوات كما نعلم جميعًا.

موقف هيئة المنافسة والأسواق البريطانية

medium 2023 03 26 bc1e3a6e6f

منذ البداية وهيئة المنافسة والأسواق البريطانية CMA تُعلنها صريحة للجميع: أنها متخوفة هي الأخرى من الموافقة على إتمام هذه الصفقة. ترى الـ CMA أن صفقة الاستحواذ ستضعف المنافسة بشدة، والسبب هو سلسلة Call of Duty كما نعلم جميعًا، هذه السلسلة التي قال جيم رايان (المدير التنفيذي لسوني) أنه لن يأتي مثلها.

ترى هيئة المنافسة والأسواق أن امتلاك ميكروسوفت لسلسلة Call of Duty (المملوكة حقوقها لشركة Activision Blizzard) وحرمان منصة البلايستيشن منها سيُدر على الشركة الكثير والكثير من الأموال في وقت قصير جدًا، ولكن الخبراء الماليين يرون أن هيئة المنافسة تبالغ قليلًا.

بالإضافة إلى إضعاف المنافسة في عالم أجهزة الكونسول واللعب العادي، ترى هيئة المنافسة أن هذه الصفقة قد تضعف المنافسة في سوق الألعاب السحابية كذلك، وهذا السب هو ما جعل ميكروسوفت توافق على إتاحة ألعابها على المنصات السحابية وتوقيع عقود مختلفة مع شركات متنوعة في هذا المجال مثل Nvidia’s GeForce Now، وBoosteroid، وUbitus. وفور إظهار ميكروسوفت للنية الحسنة، خففت لجنة المنافسة من تحاملها على صفقة الاستحواذ على Activision Blizzard.

موقف الولايات المتحدة

Microsoft y FTC

في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يختلف الأمر كثيرًا عن الاتحاد الأوربي أو المملكة المتحدة، فلجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية FTC هددت أكثر من مرة برفض صفقة الاستحواذ بشكل كامل لنفس الأسباب تقريبًا وهي أن Call of Duty وWorld of Warcraft وغيرهما من ألعاب شركة Activision Blizzard واستديوهاتها لا يجب أن تكون تحت سيطرة ميكروسوفت حتى لا تدمر المنافسة السحابية وتستحوذ على سوق الخدمات المدفوعة.

ترى ميكروسوفت أن سبب عناد لجنة التجارة الدولية يعود إلى محاولات سوني المستميتة لعرقلة الصفقة وأن الوضع كان سيكون أسهل لولا تدخلات سوني المستمرة. ولكن، سواء كانت ادعاءات ميكروسوفت هذه صحيحة أم لا، فكثير من التقارير تُشير إلى أن سوني لا تستطيع أن تفعل شيئًا الآن، والقرار بأمر الجهات المتبقية والمذكورة في هذا المقال.

بالأخير، مر الكثير ولم يتبق سوى القليل. أغلب الظن أننا أمام بضعة أشهر قليلة على حسم صفقة الاستحواذ الأغلي في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو، والتي قد لا تُضعف المنافسة حقًا، ولكنها حتمًا ستشعل الأجواء.

زر الذهاب إلى الأعلى