بعد سنوات من الانتظار اقتربت God of War Ragnarok أخيرًا، وهذا يعني أننا سنرى أودين بعد التلميحات والظهور السريع في الجزء السابع. وعلى الرغم من أن أودين هو إله الميثولوجيا النوردية الأشهر وله طابع وشخصية محددة، إلا أن Santa Monica سترسمه لنا بطريقة جديدة بالطبع، ومن الواضح أن هذه الشخصية ستكون مُفعمة بالشر والغرور والتعذيب بدلًا من حماية المحاربين.
من الإعلان الأخير للعبة يتضح أننا سنرى الكثير من الشخصيات الموجودة في الميثولوجيا النوردية، وهذا يتضمن الذئب العملاق Fenrir بالمناسبة، وعلى الرغم من أننا نعرف جميع هذه الشخصيات، إلا أننا لا يمكن أن نتنبأ بما هو قادم. الرحلة لن تكون سهلة على الإطلاق، وستضطر كريتوس وأتريوس إلى التعامل مع العديد من التحديات العصيبة، والتي يمكن أن نتناولها في المستقبل. أما الآن، فسنركز على أودين وكيف سيختلف في اللعبة عن الميثولوجيا.
أودين في الميثولوجيا النوردية
في الميثولوجيا النوردية، أودين هو شخصية محورية، يتصف بالحكمة والشِعر، ويرتبط اسمه بالمعارك والانتصارات. الصفة الطاغية عليه هي الحكمة، وعادةً ما يوصف بأنه أب الآلهة الأخرى مثل ثور وبالدور. معظم التصورات التي تدور حوله تصوره على هيئة رجل حكيم ضخم بلحية كثيفة وبعين واحدة.
دائمًا ما يوصف أودين بأنه مهووس بالمعرفة ودائمًا ما يريد أن يعرف كل شيء عن كل شيء. لديه زوج من الغِربان يحومان ميدجارد من أجل التجسس وجمع المعلومات وإيصالها لسيدها أودين. بعض الروايات تقول إن أودين ضحى بعينه من أجل اكتساب الحكمة، وأنه احتفظ برأس الرجل الحكيم Mimir بعدما قُطعت في أحد الحروب وهذا لمشاورتها واستقاء الحكمة منها.
وفقًا للميثولوجيا، فإن أودين يسكن في فالهالا، وهو المكان الذي يذهب إليه المحاربون بعد موتهم في الحروب، ومن هنا وُصف أودين بأنه حامي الجنود ومنقذ الأبطال. كيف لا وهو الذي لعب دورًا هامًا للغاية في أحداث الانهيار أو الـ Ragnarok الكارثية؟ تزعم الميثولوجيا أن Mimir حذره من الكارثة التي ستحل قريبًا، وأن أودين تشاور مع Mimir وأمره بالاستعداد.
جهز أودين جيشًا وبالفعل استعد للكارثة، ولكن للأسف الشديد لم يكن الجيش كافيًا، ومات أودين جراء تلك الكارثة، وكانت نهايته بشعة، إذ أنه قُتل بين فكي الذئب العملاق Fenrir الذي يُعد ابنًا للوكي. وفي النهاية استطاع أحد أبناء أودين، وهو فيدار، أن ينتقم لموت أبيه ويقتل الذئب المتوحش.
وبهذا الدور الكبير الذي يظهر فيه أودين في الميثولوجيا النوردية، ليس من العجيب أن نراه يلعب دورًا حاسمًا في ميثولوجيا God of War، ولكن بالطبع كل هذه الأحداث ستختلف كما عودتنا Santa Monica بالتجديد دائمًا. سنرى قصة جديدة تمامًا وأحداثًا غير متوقعة، فماذا سيحدث يا تُرى؟
أودين في God of War
في God of War Ragnarok، يتشابه أودين في أوجه كثيرة مع الميثولوجيا ويختلف معها بقدرٍ أكبر. هنا أودين هو والد كل من ثور وبالدور، وزوجته السابقة هي فريا. ومثل شخصيته في الميثولوجيا النوردية، نجده مهووس بالمعرفة وهذا واضح من الجزء الماضي عندما أرسل غِربانًا تجوب الأرض بحثًا عن المعرفة أيضًا، ولهذا يبدو أن هوسه بالمعرفة هو سبب “البارانويا” الذي يعيش فيها.
حاول Mimir أن ينصح أودين كثيرًا بشأن الابتعاد عن الحروب والمعارك التي لا طائل منها، ولكن أودين إله مغرور وبالكاد يستمع إلى أحد في اللعبة، عكس شخصيته الحكيمة في الميثولوجيا، ليجد طريقه متقاطعٌ مع أتريوس وكريتوس الذي أرسل ولده بالدور لقتله، ولكنه فشل بالتأكيد وأصبحت مهمة القضاء على كريتوس موكلة لثور كما يبدو من الإعلان الأخير.
قلنا إن شخصية أودين في الميثولوجيا تحمي الأبطال، ولكن هنا العكس تمامًا، نجده يريد أن يقتلهم جميعًا وهذا بغض النظر عن نيته من قتلهم، فربما يريد ذلك لأنه يرغب في الحفاظ على العوالم التسعة والتي كنا قد تحدثنا عنها في مقالة سابقة بالمناسبة. أغلب الظن أن أودين يريد الحفاظ على مكانته ويريد أن يقضي على أي خطر يهدد قواه.
هذه التفسيرات لا تعنس أن أودين سيكون شريرًا بالضرورة في Ragnarok، خصوصًا أن Santa Monica تحب أن تغير الأدوار في الكثير من الأحيان، ولا نستبعد أن نشهد لحظات تؤثر على عاطفتنا بخصوص أودين. ربما يقتله الذئب Fenrir كما حدث في الميثولوجيا النوردية، وهذا بعدما رأينا الذئب يقف بجانب أتريوس.
كل هذه أسئلة وتفسيرات محتملة، والشيء الأكيد أن كل هذا سنتأكد منه قريبًا عندما تصدر اللعبة وتتكشف كل الخبايا والأسرار، ونأمل أن نشهد ملحمةً كما عودتنا السلسلة المحببة إلى الجميع.