يُعد مؤتمر E3 (Electronic Entertainment Expo) أحد أشهر الأحداث في صناعة ألعاب الفيديو منذ عام 1995. تتنافس الشركات في هذا المؤتمر على عرض أعمالها وكل جديد تُخفيه لجماهيرٍ غفيرة تتابع الحدث بكل حماس. ولكن في السنوات الأخيرة، أخذ بريق هذا الحدث يخفت تدريجيًا بسبب انسحاب كُبرى الشركات منه.
وبعد أن تم التأكيد على أن مؤتمر E3 سيُقام على أرض الواقع هذا العام في الفترة بين 13 و15 يونيو في مركز معارض لوس أنجلوس، وهذا بعد أن أُلغي وأُقيم بشكل افتراضي في الثلاث سنوات الأخيرة بسبب فيروس كورونا وغيره من العوامل الأخرى، خرجت شائعات جديدة تُفيد بأنه سيُلغى مجددًا.
أكدت لجنة الترفيه ESA في العام الماضي على تعاونها مع شركة ReedPop من أجل إقامة حدث E3، ولمن لا يعرف، فشركة ReedPop هي شركة إنتاج كبيرة استضافت أحداثًا كثيرة ناجحة وشهيرة في الماضي، مثل PAX وComic Con.
وبعد هذه الأخبار المُفرحة والتوقعات العالية بعودة المؤتمر أخيرًا على أرض الواقع بعد سنوات من الغياب، نُفاجئ جميعًا بالشائعات التي تُنبئ بإلغاء جديد!
من سيء إلى أسوأ
على الرغم من أنه حتى وقت كتابة هذا المقال كل شيء يسير، لن أقول على ما يرام ولكن على الأقل يسير، والمسؤولون يستعدون لإقامة المؤتمر في وقته المنشود، إلا أن ما يجري خلف الكواليس يقول عكس ذلك تمامًا.
الوضع بالنسبة للمؤتمر كالتالي: لا يوجد الناشرون الذين تعودنا عليهم؛ ففي بداية هذا العام أكدت الشركات العملاقة الثلاثة سوني وميكروسوفت ونينتندو أنهم لن يشاركوا في الحدث، وهذا ما أضعف من موقف مؤتمر E3 كثيرًا وسوَّء سمعته، فالأغلبية العظمى ممن ينتظرون مؤتمر E3 لا يتشوقون له لاسمه فحسب، وإنما للناشرين، وعلى رأسهم الشركات المذكورة الثلاثة.
ولكن حتى مع غياب سوني وميكروسوفت ونينتندو، هناك ناشرون آخرون ذوو أسماء كبيرة في عالم الصناعة، أليس كذلك؟ نعم، ولكنهم يتساقطون وينسحبون واحدًا تلو الآخر، وأبرز مثال على ذلك هو انسحاب يوبي سوفت مؤخرًا من الحدث، بل والطامة الكبرى أن الأمر لم يتوقف عن يوبي سوفت، فوفقًا لتقرير صدر منذ يومين على شبكة IGN، فإن SEGA وTencent تخليا عن الحدث كذلك.
حالُ مؤتمر E3 في السنوات الأخيرة
آخر مرة أُقيم فيها المؤتمر على أرض الواقع كان في عام 2019، وتلك كانت المرة الأولى التي تقرر فيها سوني أنها لن تشارك مجددًا في هذا الحدث الجلل؛ فآخر مشاركات سوني كانت في نسخة 2018. بعد نسخة 2019، دخل العالم في دوامة وباء كورونا وأُلغيت الفعاليات وكل شيء أصبح أونلاين، ولهذا شهدنا إلغاء نسخة 2020 بشكل كلي، وبعدها عاد المؤتمر في 2021، ولكن بشكل افتراضي.
أعاد المؤتمر لحلقة الانتكاسات وأُلغي في عام 2022 مرة أخرى لأسباب يزعم المنظمون أن فيروس كورونا هو سببها الأول، واستغلت هيئة الترفيه ESA (مُنظم الحدث) الإلغاء وقالت إنها تجهز مواردها وتوفرها للمستقبل، حتى توفر لمنتظري الحفل أفضل تجربة ممكنة، ولكن يبدو أن كل الظروف تعرقلهم.
ماذا يعني إلغاء مؤتمر E3 للمرة الثانية على التوالي؟
لم يسبق وأن تم إلغاء المؤتمر الأشهر في تاريخ صناعة الألعاب لعامين متتالين، وإن تم إلغاؤه هذا العام، ستكون المرة الأولى منذ عام 1995. هذه الضربة ستكون موجعة وقد تعني النهاية بالنسبة للحدث الأضخم في هذه الصناعة. للأسف الشديد يبدو أن النهاية قد اقتربت، وحتى ان استمر الحدث لعدة سنوات في المستقبل، فبالتأكيد أنه لم يعد بنفس الرونق الذي اعتدناه عليه.
سوني تخلت عن الحدث وأصبحت تعتمد على نفسها وحلقات الـ State of Play، وميكروسوفت نفس الشيء مع حدث Xbox Games Showcase، ونينتندو لا تختلف عنهما وتعلن عن جديدها في Nintendo Direct، وباقي الناشرين أصبحوا ينتهجون نفس المسار ويستقلون بأنفسهم ليحققوا أكبر قدر من الربح ولكي لا يسمحوا لغيرهم بسرقة الأضواء منهم.
في النهاية، كل المؤشرات تقود إلى مآلٍ سيء بالنسبة للمؤتمر الأعرق في تاريخ الألعاب. المستقبل لا يبدو واضحًا، وحتى إن حدث وأُقيم المؤتمر في موعده هذا العام، هذا لن يلغي حقيقة أن مكانة E3 قد زُعزعت وأن اللاعبين لم يعودوا مهتمين كما كانوا في السابق، لا لشيء إلا أن هذا المؤتمر ليس سوى مظلة حاضنة للشركات والاستديوهات المفضلة.