بالنسبة للكثيرين، تعد لعبة Red Dead Redemption 2 هي الأفضل في تاريخ Rockstar بأكمله. عالم اللعب المذهل وتركيز العنوان منقطع النظير على التفاصيل والقصة جعلها تحتل المكانة الأولى في قلوب ملايين اللاعبين. بفصولها السبعة ونهاياتها المتعددة التي تعتمد على اختيارات اللاعبين، استطاعت RDR 2 أن تتربع على عرش عام 2018. وبالطبع لن ننسى أسلوب اللعب والواقعية الشديدة اللذين أعطانا بُعدًا جذابًا للغاية.
ولكن على الرغم من تلك الواقعية، إلا أن هناك بعض التفاصيل التي كانت بعيدة كل البعض عن الواقعية تلك، بل وأحيانًا أخرجت اللاعبين من انخراطهم في التجربة، وهذا هو مصب تركيزنا اليوم؛ إذ أننا سنتحدث عن الحلول التي يمكن لروكستار أن تفعلها لتجعل الجزء القادم أكثر واقعية، وبالتالي تُحسن من اللعبة أكثر وأكثر، وهذا ما نتمناه بالطبع، ووقتها، نضمن أنها ستكون في أكثر المراتب المتقدمة للألعاب الأفضل في التاريخ.
عالم حقيقي للعبة Red Dead Redemption 3
وقعت أحداث الجزء الأول من سلسلة Red Dead في New Austin، والجزء الثاني في مدينة خيالية في New Hanover، وكلاهما تأثر بأماكن وُجدت في العالم الحقيقي. وكون الأحداث وقعت على حدود المكسيك، وتيكساس، ونيو ميكسيكو، تأثرت Red Dead كثيرًا بالطريقة التي بدت عليها الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة. المشكلة أن الخرائط لم تكن بالمستوى الفني الكافي، وهنا يمكن لروكستار أن تهتم بالتفاصيل.
يمكن للجزء الثالث من السلسلة أن يجعل الأحداث تقع في العالم الحقيقي عوضًا عن الاقتباس من وحي الخيال. فعالم مفتوح من واقعنا المعيش أو حتى من التاريخ الغابر، سيكون تجربة جديدة وستعالج نقطة اختلاف اللاعبين مع بعض الأحداث التي لا تمت للواقع بصلة. ربما أحداث حقيقية من أوائل الثمانينيات أو التسعينيات ستكون شيئًا مذهلًا!
مراعاة بعض جوانب أسلوب اللعب
معظم أحداث RDR 2 كان يمكن أن نعكسها على الواقع بشكل أو بآخر، ولكن هذا الأمر لم يمتد لكل جوانب اللعبة، ولا للهاردوير الخاص بها. لا شك أن أجهزة الجيل الحالي من الألعاب ستعطي فرصة كبيرة للمطورين لكي يحيكوا أو يُرقعوا الهفوات البسيطة بشكل لائق، وبالأخص في أسلوب اللعب، والذي على الرغم من تفوقه في الكثير من الجوانب مثل امتطاء الأحصنة، إلا أنه خذلنا في جوانب أخرى تعلقت باستخدام الأسلحة.
لا نعيب أسلوب اللعب، بالعكس، لقد كان رائعًا ومتأصلًا من أسلوب روكستار المعهود في ألعاب سلسلة GTA سواء على مستوى الإيقاع البطيء لحركة المسدسات أو في غيرها. وبالمناسبة، هذا النوع هو ما جعل الكثيرين يقعون في حب عناوين مثل Kingdom Come: Deliverance. نحن هنا فقط نبحث عن الطريقة التي يمكن للعبة القادمة أن تتفوق بها على RDR 2 الأسطورية وأسلوب لعبها الذي لم يخذلنا على الإطلاق، أو على الأقل لم يخذلنا في معظم الأوقات.
إعادة النظر في الصورة النمطية لرعاة البقر
هنا سنتحدث عن نقطة قد تكون محل خلاف بالنسبة للكثيرين، وشخصيًا أرى أن لديهم الحق في الاختلاف. إذا أراد الجزء القادم من Red Dead Redemption أن يتسم بالواقعية الشديد، فعليه أن يعيد النظر في أمور رعاة البقر. فمثلها مثل أفلام هوليود، صورت لنا سلسلة RDR رعاة البقر ومغامراتهم على أنها مليئة بالحماس والأكشن المستمر، ولكن هذه ليست الحقيقة.
يجب على صناع الجزء القادم أن يعودوا إلى ما بعد أحداث الحرب الأهلية ويروا كيف كان يتصرف رعاة البقر وقتها، وكيف أن الأحداث بينهم لم تكن مثلما يتم تصويره لنا. وهنا نقطة الخلاف؛ فقد يرى الكثيرون أن إضفاء جانبًا مثيرًا على حياة رعاة البقر ليس أمرًا سيئًا بالضرورة لما يجلبه لنا من متعة كبيرة، حتى لو لم تكن الأحداث حقيقية، ولكن لا يجب أن ينسى مؤيدو تلك الفكرة أننا نتحدث عن الطريقة التي تكون بها Red Dead Redemption 3 أكثر واقعية.
وفي النهاية، حتى الآن لا يوجد أي أخبار رسمية أو مؤكدة عن الجزء الثالث والجديد من السلسلة، وهذا أمرٌ منطقي بسبب انشغال روكستار بالكثير من المشاريع الأخرى من ضمنها GTA 6، والتي أعلن الاستديو -في فبراير الماضي- أنها في مراحل تطويرها الأولى. ولذلك لا يمكن لنا أن نتوقع رؤية الجزء الثالث من RDR في السنوات القليلة القادمة. قد نسمع عنه خبرٌ هنا أو هناك، ولكن من المستحيل أن نراه في المستقبل القريب.