بسبب الشعبية المفرطة لكلٍ من سلسلة GTA وسلسلة Red Dead Redemption، يغيب عن أذهان الملايين عظمة سلاسل أخرى مثل LA Noire، على الرغم من أنها من نفس المطور، شركة روكستار. وعلى عكس معظم العناوين التي قدمتها لنا روكستار، تتميز لعبة LA Noire بطابع مختلفٍ سوداوي يضع اللاعبين موضع المسؤولين عن التحقيق في الجرائم وحل ألغازها.
جميعنا نعلم الآن أن روكستار تصب جُل تركيزها نحو الجزء السادس من GTA، لدرجة أنها تُعتّم الضوء على سلسلة Red Dead Redemption نفسها. الاهتمام الموجّه ناحية GTA 6 مبرر كون الجزء الأخير صدر في 2013 ومنذ ذلك الحين واللاعبين يطوقون شوقًا للإصدارة الجديدة، ولكن في نفس الوقت هناك تحفٌ فنية أخرى يتم طيها، مثل LA Noire، والتي لم يسبق لنا أن نسمع عن جزءها الثاني شيئًا، فهل هذا منطقي؟
روكستار تتجاهل LA Noire من أجل GTA 6 وRDR
عندما يفكر كثيرون في الجزء الثاني من LA Noire، عادةً ما يأتي على أذهانهم أن الإصدارة الجديدة قد تقع في نفس الحقبة التي تناولتها الإصدارة الأولى، ولكن هذا غيرُ صحيح. حقبة الأربعينيات -حقبة الجزء الأول- هي حقبة رائعة ومناسبة تمامًا لعوالم النوار، ولكنّ الوقت قد حان لزيارة جيل مختلف، السبعينيات على سبيل المثال، وهي الحقبة التي تقع فيها أحداث قصص النوار الجديدة.
لروكستار خبرةٌ في التنقل بين العصور والأزمان، فما فعلته مع سلسلة GTA وسلسلة Red Dead Redemption، يمكنها أن تفعله مع الجزء الثاني من LA Noire، وربما لم تشتهر هذه اللعبة مثلما اشتهرت السلاسل الأخرى بسبب زمن اللعبة نفسها، أو ربما لأحداثها الموجهة لفئة معينة من الجمهور، وحل كل هذه المعضلات هو أن تنتقل روكستار لزمنٍ آخر وبإضفاء نوعٍ من العصرية.
شخصيًا أرى أن التخلي تمامًا عن فكرة النوار ليست بالفكرة السديدة على الإطلاق، خصوصًا وأن اللعبة تحمل اسم النوار بالأساس، ولكن ما أقصده بمحاولة روكستار لإضفاء نوعٍ من العصرية يعني أن تأخذ الشركة في اعتبارها التغيرات التي حلّت باللاعبين واحتياجاتهم، وهذا سيضمن وصولها لفئة أكبر من الجماهير.
لماذا لا تصل شهرة LA Noire إلى شهرة GTA وRDR؟
ربما تختلف LA Noire عن إصدارات روكستار المختلفة الأخرى، ولكن إذا ركزّنا قليلًا سنرى أن أقرب مثالين يمكننا أن نربطهما باللعبة هما GTA 4 وRDR 2، الأولى تمتلك عالمًا سوداويًا قليلًا والثانية تميزت بالسرد القصصي وأسلوب اللعب. وبالحديث عن RDR 2، يمكننا أن نقول إن سلسلة RDR لم تكن لتحظى بهذا القدر من الشهرة لولا الجزء الثاني، وللمقاربة، يمكننا أن نأمل الشيء نفسه مع LA Noire.
كون لعبة LA Noire لا تحظى بنفس شهرة GTA أو RDR لا يعني أنها أسوأ منهما إطلاقًا، بل على العكس، هناك من يرى أن هذه اللعبة السوداوية أفضل بكثير من السلسلتين الأشهر على الإطلاق، ولا ننسى أنه سواء GTA أو RDR، فهما احتاجا إلى كثير من الوقت والإصدارات لكي يلمعوا في سماء الشهرة كما نعرفهما الآن، ولهذا فمن البديهي ألا تصل شهرة جزءٍ واحد من لعبة نوار إلى شهرة العديد من الإصدارات المختلفة.
العصرية سر النجاح
مثلها مثل Red Dead Redemption 2، استوحت L.A. Noire الكثير من جرائمها من وقائع حقيقية حدثت بالفعل، ويكفي أن تشاهد أفلام النوار لترى التشابه الكبير وتكتشف الرابط بنفسك. وكما قلنا في الفقرة السابقة، يمكن أن يقتبس الجزء الثاني من المزيد من الأحداث الحقيقية، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة وعصرية، بطريقة أجدد حتى من أفلام النيو نوار، وأقرب تشبيه يمكنني أن استحضره الآن هو فيلم The Nice Guys الذي تناول الأمر بطريقة كوميدية وعصرية لأبعد الحدود.
في النهاية، لا شك أن لعبة L.A. Noire تستحق جزءًا ثانيًا وربما أكثر من ذلك بكثير. ما فعلته سلسلة GTA وRDR وما جنياه من مكاسب وأرباح لشركة روكستار جعلاها تغض البصر عن أي شيء آخر تقريبًا، وأغلب الظن أن الشركة ستتجه لتطوير الجزء الثالث من RDR بعد الانتهاء من GTA 6، ولكن لا يجب عليها أن تنسى أن هناك عناوين أخرى مميزة على رأسهم لعبة اليوم، ولعبة Bully، وغيرهم الكثير من الألعاب الأخرى ذات الشعبية الكاسحة.