حسب العديد من الشائعات والتسريبات، فإن لعبة GTA 6 ستحتوي على GTA Online 2، فبعد نجاح GTA Online في GTA 5 وتكوين شعبية جارفة، من المنطقي أن تريد روكستار استكمال سلسلة انتزاع الأموال من جيوبنا، ولكن هل إدراج الأونلاين مع GTA 6 سيؤتي ثماره حقًا؟
فمع استمرار محتوى GTA Online وتطويره بشكل مستمر وبوتيرة سريعة كل أسبوع، وبالنظر إلى التوسيعات والعناصر والمهمات الجديدة التي يتم إضافتها، كيف يُعقل أن تفكر الشركة في GTA Online 2 منذ الآن؟ لا ننسى أن GTA Online موجودة منذ البلايستيشن 3 والإكس بوكس 360، وأن النسخة المُحسنة موجودة الآن على أجهزة الجيل الجديد كمنتج منفرد، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن اللاعبين لم يعودوا مهتمين بـ GTA 5 بقدر اهتمامهم بالأونلاين.
من أين سيبدأ اللاعبون في GTA Online 2؟
المعضلة الأولى والأهم هي النقطة التي سيبدأ اللاعبون منها في GTA Online 2؛ فإذا كان سيتعين على اللاعبين أن يبدأوا من البداية، فأعتقد أن الكثيرين منهم لن يكونوا مهتمين، وهذا لأن جزء كبير من اللاعبين جمعوا الغالي والنفيس بالفعل في نسخة الأونلاين الموجودة في GTA 5، وأعتقد أنه بعد كل هذا العناء لن يرغب أحد في أن يعيد الكرَّة من البداية.
لو تتذكرون، فإن نهاية RDR Online كانت جدلية بما يكفي ليغضب اللاعبون بشدة من روكستار بعد ضياع مجهوداتهم. أحد اللاعبين مثلًا فقد أكثر من 6000 ساعة تقدم بعد غلق خوادم Stadia ولم تستطع الشركة أن تعوضه على منصة أخرى، وإذا طبقنا نفس الشيء على نسخة الأونلاين من GTA 6، فمن قد يغامر بمئات أو آلاف الساعات التي قضاها من GTA Online؟
على الجانب الآخر، سيكون هناك فئة كبيرة ممن لم يجربوا الأونلاين وهؤلاء هم من ستستهدفهم روكستار وتطور الأونلاين من أجلهم.
إذا تم حل المعضلة الأولى، فماذا عن هذه المعضلة؟
قد تظن أنه من أجل نجاح GTA Online 2، سيتعين على روكستار ألا تكرر أخطاء Red Dead Redemption Online وتسمح للاعبيها المخلصين الذي قضوا الكثير من وقتهم الثمين في GTA Online بأن يستكملوا تقدمهم مع أونلاين GTA 6 وإياها أن تجعلهم يبدؤون من نقطة الصفر، ولكن من هنا تظهر المعضلة الثانية.
المعضلة الثانية، والتي ستظهر إذا ما سمحت روكستار للاعبي الأونلاين أن يستكملوا تقدمهم، هي أنه سيكون هناك فجوة واضحة بين أولئك اللاعبين الذي أفنوا أوقاتهم من أجل GTA Online وهؤلاء الذين لم يلعبوا الأونلاين من قبل أو حتى قضوا فيه بعض الوقت، فستجد فئة تمتلك مركبات وأسلحة عظيمة وفئة أخرى ليس بيدها حيلة سوى قضاء عشرات الساعات.
لحل هذه المعضلة، يجب على روكستار أن تجدًا حل وسيطًا يُرضي جميع الأطراف ويضمن أن يكون هناك مستوى جيد على الأقل من التنافس. وإذا أردت وجهة نظري الشخصية، فأنا أرى ألا تتعجل الشركة بمحتوى الأونلاين وتترك اللاعبين يستمتعوا بقصة GTA 6، خصوصًا بعد الانتظار المُدمي منذ 2013، وأعتقد أن عودة مدينة Vice City وفكرة البطلين وكل ما ظهر في تسريب شهر سبتمبر 2022، سيجعل اللاعبين ينشغلون بمحتوى اللعبة الأساسي في البداية ولن يتفرغ أحدٌ للأونلاين سوى بعد الانتهاء من كل صغيرة وكبيرة في طور القصة ليعوضوا كل هذه السنوات التي انتظروها.
بالأخير، لا يعلم أحدٌ كيف سيكون الشكل النهائي للعبة GTA 6، والتي على الرغم من كل التسريبات والشائعات المُثارة حولها، إلا أن روكستار لا تريدنا أن نعرف شيئًا أكثر من أن اللعبة قيد التطوير. لا يوجد أي إعلان أو تشويقية حتى الآن، وبانتظار اليوم التاريخي -بالنسبة لكل اللاعبين- الذي سيظهر فيه أي أثر حقيقي منتظر لإصدارة GTA القادمة.