على الرغم من أن إصدارة GTA 6 لم تحصل حتى على تشويقية قصيرة، إلا أنها تعد اللعبة الأكثر ترقبًا على الإطلاق لدرجة قد تجعل اليوم الذي ستصدر فيه أسطوريًا بشكل لم نره من قبل. يرجع سبب حماسة اللاعبين وترقبهم للّعبة إلى سمعة سلسلة GTA نفسها وإلى حقيقية أن آخر جزء من السلسلة صدر في 2013، بل إنه حتى صدر على 3 أجيال مختلفة من أجهزة الكونسول وهذا جعلنا نتشبع منه ونطالب بالقادم.
لكي تعرف مدى تعطش اللاعبين للجزء القادم من سلسلة GTA، عد إلى الوقت الذي صدر فيه التسريب السار بالنسبة إلى الجماهير والمُفجع بالنسبة لشركة روكستار، وشاهد كيف ضجّت الصناعة بصخب GTA الذي أزاح جميع الأخبار الأخرى والذي ظل متصدرًا المشهد لفترة طويلة.
بعد أن خرج هذا التسريب الضخم حُسمت الكثير من الجدالات حول أبطال اللعبة وحول تواجد مدينة Vice City من عدمه وغيرها من النقاشات الأخرى. هذا الأمر أحبط مطوري روكستار بشكل جعلنا نتعاطف معها على الرغم من مماطلتها وسياساتها الجشعة التي جعلت الكثيرين يشبهونها بشركة EA. ولكن ماذا عن المُسرّب؟ بالطبع تعرض لحملات مختلطة كثيرة؛ بعضها كان يشيد به ويصوره بطلًا والبعض الآخر لم يرحمه.
شنت شركة Take-Two، وهي الشركة الأم لروكستار، حملةً من النوع الأول بطبيعة الحال وسعت إلى معاقبة هذا المُسرّب (الذي كان وراء تسريبات شركة أوبر أيضًا) قانونيًا. وعندما تقع تحت طائلة شركة مثل Take Two، فبنسبة كبيرة سينتهي أمرك، فماذا حدث لهذا المُسرّب يا ترى؟
مصير القاصر الذي سرّب 90 فيديو للعبة GTA 6
قد تتساءل عن السبب الذي لأجله لا نسمع الكثير حول الشخص المنشود، والإجابة على هذه السؤال ببساطة أنه لا يزال قاصرًا. نعم، فالشخص الذي سرّب الكثير من محتوى اللعبة المرتقبة الأولى في العالم يبلغ من العمر 17 عامًا فقط! ولكن على الرغم من أن هذا الشيء قد يمنعنا من معرفة ما جرى له بشكل رسمي، إلا أن الصحافة لن يتركوا تساؤلاً كهذا يمر مرور الكرام.
جيسون شراير، وهو صحفي مشهور متخصص في مجال الألعاب، لديه معلومات متفرقة ليفيدنا بها، وبغض النظر أن هذه المعلومات ليست رسمية، إلا أن تاريخ جيسون الصحفي ومسيرته المهنية يشفعان له ويجعلانا نصدق -تقريبًا- معظم الأخبار التي تأتينا منه.
عندما صدر التسريب وعلم اللاعبون بضخامة محتواه وبأنه وصل إلى 90 فيديو، أصابهم ذهول شديد، ولكن عندما علموا أن المصدر كان عبارة عن مراهق يبلغ من العمر 17 عامًا كان الذهول أكبر وأكبر وتسائلوا عن كيف يمكن لولد بهذا العمر أن يخترق شركتين بحكم أوبر ومن بعدها روكستار، ليتضح فيما بعد أن الولد الذي يحمل اسمًا مستعارًا “teapotuberhacker” هو جزءٌ من مجموعة اختراق كبيرة تُدعى لبسوس$.
المهم أن العواقب كانت وخيمة وهذا التسريب أدى إلى فتح تحقيق من مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI. وفقًا لجيسون شراير، فإن تطبيق التواصل الشهير Slack عنصرًا مهمًا في عملية الاختراق وحصل منه الهاكرز على معلومات حساسة للغاية، ولكن لم يتم ذكر الطريقة.
وأما عن الدافع الكامن وراء عملية التسريب، فيبدو أنه كان بحثًا عن المال فحسب، وبعد وقوع الفاجعة -بالنسبة لشركة روكستار-، حاولت المجموعة أن تتفاوض مع الشركة، ولكن هيهات هيهات. اتضح فيما بعد أن الولد البالغ من العمر 17 عامًا كان أحد قادة مجموعة الاختراق، وتم القبض عليه في مقاطعة أكسفوردشاير من قِبل شرطة لندن.
في البداية حكمت المحكمة أن الولد غير مُدان وتم دفع الكفالة وخرج سالمًا، ولكنه وُضع أمام المحكمة مجددًا وحكم بإدانته مما أدى إلى حجزه ومعاملته معاملة الأحداث باعتباره قاصر. والآن، حالة هذا المُخترق غير معروفة.
فجاعة تسريب GTA 6 واحتمالية وجود توابع مستقبلية
لا يعد هذا التسريب واحدًا من أضخم تسريبات 2022، ولا تسريبات العقد فقط، ولكنه أحد أضخم وأبشع التسريبات في تاريخ صناعة الألعاب كلها. وصل تأثير هذا التسريب إلى درجة قد تغير من بيئة العمل في جميع شركات الألعاب. وفقًا لجيسون شراير، فقد يُصبح العمل على تطوير الألعاب مُقتصرًا على مقرات الشركات فقط، وربما لن يعود هناك ما يُسمى بالنظام الهجين؛ أي أن المطورين قد لا يستطيعوا العمل من المنزل، أو على الأقل في الأمور التي ستكلف الشركة كثيرًا إن خرجت للعلن.
وبعد كل ما حدث، ورد فعل روكستار الاحترافي جدًا وغير المتوقع عندما صرحت بأن هذا التسريب لن يؤدي إلى تأجيل موعد إصدار اللعبة، قد تحدث عواقب وخيمة أخرى في المستقبل، ولكننا سنتفاءل ودائمًا ما سنفترض الأفضل.