مقالاتPcإكس بوكسبلاي ستيشن

لنتذكر GTA 4 بمناسبة مرور 15 عامًا على تطويرها بمحرك RAGE

فضل محرك RAGE على سلسلة GTA

تعد مدينة Liberty City، مدينة لعبة GTA 4، واحدة من أفضل المدن الأيقونية في سلسلة Grand Theft Auto وربما في تاريخ الألعاب كله؛ فهي تقدم للاعبين تجربة Sandbox مميزة بداية من الجزء الثالث من السلسلة وحتى عودتها الناجحة جدًا في الجزء الرابع لتكون المكان الرئيسي الذي تقع فيه أحداث الجريمة التي عودتنا السلسلة عليها.

وحديثًا عن الجزء الرابع الذي صادف الأمس (29 أبريل 2023) الذكرى السنوية الخامسة عشر له، فلعبة GTA 4 كانت نقلة نوعية في تاريخ هذه السلسلة العريقة بفضل محرك روكستار الجديد وقتها RAGE Engine، وهذا بغض النظر عن أسلوب اللعب الذي لم يفضله الكثيرون وربما لم يُعجبوا باللعبة بسببه من الأساس.

وعلى شرف مرور هذا الزمن الطويل على لعبة عريقة لا زالت صالحة كعنوان ممتاز يمكنك أن تستمتع به في 2023، دعونا نلقى نظرة سريعة على المحرك الذي صُنعت به، والذي لولاه لما كنا رأينا GTA 4 بهذا الرونق.

ما قبل محرك RAGE

GTA 4

لك أن تتخيل أن لعبة GTA 3 -التي صدرت عام 2001- تم تطويرها باستخدام محرك Renderware والذي أُطلق للمرة الأولى عام 1993 عن شركة Criterion Software التي تأسست في نفس ذلك العام بالمناسبة. استُخدم هذا المحرك في تطوير الألعاب على مختلف المنصات مثل الحاسب الشخصي، والبلايستيشن، وجهاز الدريم كاست والجيم كيوب.

ولأن محرك Renderware كان قويًا وسهل الاستخدام، اعتمد عليه مطورون كثيرون لتطوير ألعابهم، واعتماد شركة عريقة مثل روكستار عليه يكفي لكي تعلم مدى قوته، وبالمناسبة، لم تكن GTA 3 هي أول ألعاب سلسلة GTA التي يتم تطورها باستخدام هذا المحرك، فلعبة GTA: Vice City وGTA: San Andreas سبقاها.

ولكن شركة مثل روكستار ومكانتها المرموقة في عالم الألعاب كانتا أقوى من فكرة الاعتماد على محرك من تطوير شركة أخرى، ولا سيّما أن EA اشترت هذه الشركة، وهذا بدوره جعل روكستار تسعى للاعتماد على نفسها كليًا في تطوير الألعاب، ولأن “الحاجة أم الاختراع” كما يقولون فعلًا، فروكستار طورت محركها الجديد أخيرًا؛ محرك RAGE.

استُخدم هذا المحرك للمرة الأولى في صناعة لعبة تُسمى Rockstar Games Presents Table Tennis، والتي كانت لعبة مفاجئة لعشاق ومحبي استديو روكستار الذي لم يصنع مثلها من قبل. اللعبة كانت عبارة عن لعبة محاكاة لرياضة التنس وصدرت عام 2006، ويمكنك بصراحة أن تعتبر تلك اللعبة مجرد استعراض لجانب بسيط من قدرات محرك RAGE.

وبالمناسبة، استُقبلت لعبة التنس تلك بترحاب من النقاد واللاعبين لأن فيزيائيتها كانت واقية جدًا، وهذا ما جعل روكستار تتحمس لاستخدام المحرك في تطوير المزيد من الألعاب في المستقبل.

واقعية GTA 4 وسلاح ذو حدين

صدر إعلان لعبة GTA 4 للمرة الأولى في مارس من عام 2007، ولتعطش لاعبي ومحبي سلسلة GTA، انهار موقع Rockstar بسبب كثرة هجوم اللاعبين عليه ورغبتهم الشديدة في إلقاء نظرة الجزء الجديد من سلسلتهم المفضلة.

وكما نعرف جميعًا الآن، فلعبة GTA 4 تدور حول نيكو بيليك، المواطن المنحدر من أوروبا الشرقية والذي يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية رغبة في عيش ما يُسمى بالحلم الأمريكي، ولكنه يكتشف لاحقًا أنه يعيش في كابوس من الجرائم والوقع المرير.

كانت GTA 4 هي أولى تجارب السلسلة التي تتمتع بجودة HD، وهذا كان أحد أهم الأسباب الذي جعل مدينة Liberty City أكثر مدن السلسلة واقعية وقتها؛ ناطحات السحاب العملاقة وسيارات التاكسي الصفراء العالقة في إشارات المرور وغيرهما من العلامات الأخرى جعلتنا نشعر أننا في مدينة نيويورك حقًا.

كل هذا ولم نتحدث عن فيزيائيات المحرك التي كانت -بشكل حرفي- واقعية أكثر من اللازم بالنسبة للعبة فيديو؛ فاصطدام السيارات كان حقيقًا جدًا، وسقوط نيكو بيليك من فوق الارتفاعات العالية -على سبيل المثال- كان واقعيًا لدرجة أنك تفقد السيطرة عليه، ونفس الشيء ينطبق على شخصيات الـ NPCs عندما تصطدم بسيارة ما أو حتى عندما تتعارك مع غيرها.

ولكن الغريب هو أن هذه الواقعية الشديدة نتج عنها فريقان من اللاعبين؛ فريق أحب اللعبة جدًا ببساطة لأنها واقعية، والفريق الآخر لم يستمتع باللعبة كما تعود مع الأجزاء السابقة، والعجيب أنه لنفس السبب، فالفريق الذي انتقد اللعبة بسبب واقعيتها رأى أن هذه الواقعية حرمتهم من جانب كبير من المتعة غير المنطقية.

ولكن مع ذلك، نجحت GTA 4 نجاحًا ساحقًا واستطاعت أن تحقق أرقامًا قياسية مذهلة؛ فاللعبة أصبحت أسرع الألعاب مبيعًا في تاريخ المملكة المتحدة، وعلى الرغم من أن الكثير من أرقام GTA 4 القياسية تحطمت بواسطة GTA 5، إلا أن هذا لا يقلل من شأنها على الإطلاق، وGTA 5 نفسها طُورت باستخدام النسخة المتقدمة من محرك RAGE.

الخلاصة، استطاعت لعبة GTA 4 أن تُبهر اللاعبين على جميع المنصات، سواء على الحاسب الشخصي أو PS3 أو Xbox 360، ويمكننا أن نقول إن جزءًا كبيرًا من نجاح هذه اللعبة يُنسب إلى محرك RAGE الخاص بروكستار، ولولاه، ربما لتغيرت أمور كثيرًا للأفضل أو للأسوأ، ولكن الأكيد أن اللعبة لم تكن لتخرج بالشكل الذي رأيناها عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى