على عكس المتوقع بالنسبة للكثيرين، جاءت لعبة Forspoken بمستوى متقلبٍ تمامًا، جاءت على هيئة قالب جميل من حيث المظهر الخارجي، ولكن ما بداخله كان بشعًا بطريقة لم يتمناها أحد. بعد طول انتظارٍ للّعبة، وبعد آمال كبيرة أثقلت كاهل استديو Luminous Productions، يمكننا القول بأن اللعبة نجحت وفشلت في نفس الوقت.
قصة لعبة Forspoken
في اللحظات الأولى، تُعطينا Forspoken الفرصة لنعرف بعض المعلومات حول بطلتنا Frey Holland؛ هذه الفتاة “النيويوركية” التي حظيت بظروف عجيبة غريبة عندما وُلدت، والتي تمتلك نزعة إجرامية جعلتها تسرق ليتم إلقاء القبض عليها. تمر الثواني والدقائق ونعرف أن الفتاة تريد مغادرة مدينة نيويورك بلا رجعة وهذا يتجلى في كتاب “أليس في بلاد العجائب” الذي يقبع داخل مسكنها الكئيب. باختصار، هذه المراهقة تريد أن تحظى بمغامرة جائحة.
تنتقل اللعبة -بطريقة غير مصقولة عن طريق سوار سحري- إلى مدينة اللعبة الخيالية والمليئة بالسحر، وهي مدينة Athia، والجدير بالذكر أن اسم اللعبة كان “Project Athia” قبل أن يتحول للاسم الذي هو عليه الآن. هذه المدينة الخيالية هي عبارة عن عالم سحري في الأراضي الوسطى، ونظام الحكم فيه يتسم بالفساد وأقرب إلى تدمير نفسه بنفسه، وعلى الرغم من أن هذه ظروف شنيعة للغاية بالنسبة لسكان المدينة، إلا أنها أنسب ما يكون لفتاةٍ تريد خوض مغامرات بعيدة كل البعد عن حياتها الرتيبة.
تجد بطلنا Frey Holland نفسها مكبلةً بأغلالٍ سحرية، ويتضح أن هذا المشهد هو نفسه الذي شاهدناه في إعلان اللعبة، ومن هنا تبدأ رحلتنا المكونة من 13 فصل، وتبدأ مغامرات Frey التي تمنتها، وعليها الآن أن تنقذ هذه المدينة الفاسدة قبل أن تهلك.
أسلوب اللعب
لعبة Forspoken هي لعبة أكشن RPG يعتمد أسلوب اللعب فيها بشكل أساسي على القدرات السحرية وحركات الباركور البهلوانية التي رأيناها في التريلر. هناك 4 ساحرات بقدرات متفاوتة يحكمن هذا العالم، وعلى بطلتنا أن تهزمهم جميعًا حتى تحرر المدينة من شرهن (ألاحظت كل هؤلاء النساء؟ أتعتقد أن اللعبة نسوية؟).
هناك أكثر من نوع من السحر، ومثلها مثل أي لعبة RPG أخرى، تبدأ بطلتنا بقدرة سحرية متواضعة، ولكنها سرعان ما تكتسب قدرات أكثر فاعلية مع التقدم في مستوى اللعبة. ستحتاج إلى التمرس في البداية حتى تتقن القدرات التي ستكتسبها، ولكن بمجرد اكتسابك لهذه القدرات، فستكافئك اللعبة بشكل ممتع للغاية ستجني ثماره عندما تنفذ حركات معقدة تؤلم أعداءك، ولكن لا تستعجل، فهذه المتعة لن تحصل عليها في البداية نهائيًا!
عالم Forspoken ومهامها الجانبية لم يكونا بالقدر المطلوب
على عكس ما توقعناه في البداية، فاللعبة يمكن إنهاؤها في زمن يُقدر بـ 20 ساعةٍ أو أقل، وهذا بعد أن كنا نعتقد أنها ستحتاج منا ما متوسطه 50 ساعة. عالم اللعبة غير مستغل تمامًا وهذا شيء بيّن، وكما قلنا في مقالة ألعاب العالم المفتوح السابقة، فإذا أردت أن تصنع لعبة عالم مفتوح قوية، عليك أن تستغل عالمها أفضل استغلال، وهذا ما لم يحدث.
وعلى الرغم من أن اللعبة لم تحتج أكثر من 20 ساعة لإنهائها، إلا أنها كانت مملة للغاية في بداياتها، وببداياتها أقصد الخمس ساعات الأولى على أقل تقدير. في تلك الساعات الأولى، كانت الحوارات أطول من اللازم وكانت سيئة بشكل لا أريد تذكره. كل ما ستتمناه في تلك اللحظات هو أن تنقضي فحسب. الألعاب الصغيرة Minigames كانت طفولية ومملة، وحتى أن عالم اللعبة لم يكن بأفضل ما يمكن من الناحية البصرية، بل الحقيقة أنه كان كارثيًا وأداء اللعبة التقني يحتاج مقالة منفصلة لتوضيح مدى تدنيه.
ولكن قبل الانتقال إلى الأداء التقني على البلايستيشن 5، أريد أن أنصف اللعبة من حيث قتالات الزعماء والاستكشاف في بعض الأحيان على الرغم من الشعور بالملل والتكرار بسبب المهام الجانبية الغبية.
سوء الأداء التقني، ولكن حُسن الرسوميات
من لعبةٍ حصرية لسوني وأجهزة البلايستيشن 5 (والحواسيب الشخصية كذلك)، يُتوقع أن تتسم اللعبة بقفزة تقنية، على الأقل بالنسبة لأجهزة الـ PS5، ولكنّ هذا لم يحدث. عَلمت أن أصحاب نسخة الحواسيب الشخصية ذاقوا بالأداء التقني ذرعًا، ولكن ما علمته أكثر أن أداءها على البلايستيشن 5 كان سيئًا جدًا تقنيًا.
لم نتوقع للعبة احتاجت إلى إمكانيات تشغيل خرافية على الحاسب الشخصي أن تكون بهذا السوء التقني، وحتى على البلايستيشن 5. هبوط معدل الإطارات كان أوضح من الشمس، وشعر بطلتنا يشهد على ذلك. الحركات السحرية كانت تُؤدي بفقر تقني مُدقع، وحتى إذا كانت شاشتك تدعم تردد الـ 120Hz، فلا تتوقع منها أن تعطيك 60 إطارًا في الثانية في طور الأداء لأنك ستحصل على 40، وفي شاشات الـ 60Hz ستحصل على 30 إطارًا في الثانية.
بالرغم من سوء الأداء التقني، إلا أن رسوميات اللعبة ومؤثراتها البصرية كانا جيدين جداً، وبالنسبة لأسلوب لعبٍ يعتمد على التحريك بسبب السحر، فستستمتع للغاية بالتحريك خصوصًا إن كانت شاشتك تدعم تردد الـ 120Hz، وهذا بسبب التحريك السلس.
التقييم النهائي
التقييم العام - 5
5
لم ترتق للتوقعات
قولًا واحدًا، خيّبت لعبة Forspoken آمال الكثيرين، فبعد أن تمنينا لعبة عالمٍ مفتوح مذهلًا وقفزة ثورية بألعاب الجيل الجديد، لم نحصل سوى على خيبة أمل كبيرة على أصعدة عديدة. أداء اللعبة التقني كان سيئًا خصوصًا بعد أن عرفنا متطلبات تشغيلها الخرافية، والمهام الجانبية وحدها كفيلة بإخراجك عن شعورك، ولكن هذا لا ينفي جودة اللعبة في أحيان أخرى على مستوى قتالات الزعماء أو على مستوى الرسوميات.