صدرت لعبة BioShock للمرة الأولى في عام 2007 وسرعان ما حازت على إعجاب الجميع، وبالنسبة إلينا، هي أحد أهم الكلاسيكيات في تاريخ الألعاب بفضل قصتها الرائعة وعالمها التفاعلي الجميل، وأخيرًا ميكانيكيات أسلوب اللعب المبتكرة (وقتها). وعلى الرغم من نجاحها الكبير، إلا أن الزمان قد عفا عليها، ومن سيجربها الآن لن يعرف قيمتها كمن استمتع بها منذ أكثر من 10 سنوات، إلا عن طريق ريميك.
يحن اللاعبون إلى ألعاب كثيرة صدرت في الماضي. هذه الألعاب تكون قد حازت من النجاح ما يؤهلها لإقناع الاستديو المطور لها بأن يعيد إحيائها عن طريق نسخة مُحسنة (ريماستر) أو نُسخة معادة الصُنع (ريميك). وأحد أشهر وأحدث الأمثلة على هذه الألعاب هي Dead Space التي حصلت على ريميك خاص بها صدر في يناير الماضي ولحسن الحظ أن اللعبة الأصلية صدرت بعد عام واحد فقط من BioShock، أي في عام 2008، وهذا سيسهل علينا ما نريد قوله وسيثبت أن BioShock تحتاج لريميك فعلًا.
ما الجديد بريميك Dead Space؟
تم الإعلان عن ريميك Dead Space في عام 2021، وحظي الإعلان بحماس كبير من اللاعبين الذين انتابهم الحنين إلى نسخة اللعبة الأصلية التي صدرت عام 2008 والتي قوبلت بترحاب كبير. وقتها وأعجبت فئة كبيرة جدًا من اللاعبين وهذا النجاح هو ما دفع استديو Motive Studios (الاستديو الذي عمل سابقًا على سلسلة Star Wars) وEA إلى العمل على ريميك وإعادة إحياء اللعبة مجددًا.
وبالفعل، تم تطوير الريميك على محرك Frostbite Engine الشهير ونُقلت الرسوميات إلى مستوى آخر، وهذا جعلنا نعيش تجربة رائعة بفضل البيئات وتصميمها الواقعي. وعلى الرغم من التمسك بأساسيات أسلوب اللعب، إلا أن هذا لم يمنع المطورين من التجديد أو إضافة طبقة أعمق من أسلوب اللعب؛ على سبيل المثال أصبح بإمكان اللاعبين أن يحددوا مناطق معينة في أجسام العدو ليصيبوها ليصبح التأثير أكثر كفاءة.
علاوة على التحسينات على مستوى الرسوميات وأسلوب اللعب، أعطى الريميك بطل Dead Space (آيزاك كلارك) شعورًا بالحياة من خلال إضفاء جُملًا صوتية وجعله يتكلم بعد أن كان شخصية صامتة.
على الجانب الآخر، سنرى أن كل ما تم تحسينه بالريميك والنجاح الملحوظ الذي حظي به يمكن أن إسقاطه على لعبة BioShock، والكرة أصبحت في ملعب 2K.
لماذا تستحق BioShock ريميك خاص بها؟
يمكننا القول إن ريميك Dead Space يمثل دراسة حالة للنجاح الذي قد يحصده ريميك BioShock. كلا العنوانين صدر في نفس الإطار الزمني تقريبًا، وكلاهما كان بمثابة حجر الأساس الذي بُني عليه نجاح سلسلة كاملة بداياتها كانت مع إصدارة Infinite وDead Space 2.
أما عن الأسباب التي تستحق لعبة BioShock ريميك من أجلها، فكثيرة جدًا. وكنا تحدثنا في مقالات سابقة عن اللعبة وقصتها وعالمها الساحر. كل من خاض التجربة سيعرف أن إعادة إحياء هذا العنوان ستكون حركة ذكية. بيئة اللعبة الساحرة وشخصياتها المكتوبين بعناية يستحقون أن يُروا برسوميات الجيل الجديد، وريميك Dead Space يشهد على ذلك.
التحديات التي تقف في وجه ريميك BioShock
هناك فروقات جوهرية بين ريميك BioShock وريميك Dead Space، أما الأولى فتتمتع بعالم معقد وقصة متشابكة نوعًا ما تحتاج منك أن تركز معها قليلًا لكي تفهم جميع الاسقاطات السياسية، بل وأحيانًا التاريخية، على عكس Dead Space وأحداثها الخطية وعالمها البسيط الموجود في الفضاء، وبالحديث عن الفضاء هذا يأخذنا للاختلاف الثاني، وهو البيئة.
بيئة Dead Space هي عالمٌ فضائي أصبحنا معتادين عليه في عالم الألعاب بشكل أو بآخر، وبصراحة شديدة عالم Dead Space ليس بشديد التميز عن غيره من عوالم الألعاب الأخرى التي تقع أحداثها في الفضاء. أما عن بيئة وعالم BioShock فالوضع مختلف تمامًا.
تقع أحداث لعبة BioShock في عالم تحت المياه في مدينة تسمى Rapture أسسها أحد الأثرياء الفارين من عصر الرأسمالية والمادية الموجودة على سطح الأرض. تتميز هذه المدينة بلمسة فنية سوداوية وبها أنقاض حضارة يبدو عليها العراقة والأصالة. عوالم المدينة الداخلية وأحياءها متفردة بشكل واضح لدرجة أنك ستستطيع تفرقتها من بين 100 لعبة أخرى.
يمكننا تلخيص الفارق بين كلا العالمين بالنظر في طبيعة العنوانين نفسها، فطبيعة Dead Space ترتكز على الأكشن أكثر من السرد والقصة، على عكس BioShock التي تمتاز بالعكس تمامًا. وبناءً على هذا الاختلاف الكبير بينهما، من البديهي أن إعادة إحياء لعبة مليئة بالتفاصيل أكثر صعوبة من إعادة إحياء لعبة ليست على نفس القدر من التفاصيل، وهذا لا يقلل من شأن Dead Space على الإطلاق.