نجاح مسلسل The Last of Us يفتح الباب على مصراعيه أمام أعمالٍ فنية أخرى

حلقة تلو الأخرى، يُثبت مسلسل The Last of Us نجاحه الساحق وأنه واحدٌ من أنجح الأعمال الفنية المقتبسة من ألعاب الفيديو إن لم يكن أكثرهم نجاحًا فجميع حلقات الموسم الأول مشتعلة وتحقق أرقامًا كبيرة جدًا من ناحية المشاهدات. استطاع صناع هذه التحفة الفنية أن يختاروا الممثلين المناسبين لكل دور بكفاءة شديدة، كما أنهم أظهروا ولاءً للعمل الأصلي يستحقوا الإشادة عليه.

وبعيدًا عن النجاحات منقطعة النظير التي يستمر المسلسل في تحقيقها، إلا أن أكبر إنجاز يستحق أن يُشاد به هو كسر هذا المسلسل لسلسلة الإخفاقات الناجمة عن اقتباس الأعمال الفنية من ألعاب الفيديو، فعادة ما تفشل هذه المحاولات ونادرًا ما ترى عملًا استطاع أن ينجح مثلما نجحت اللعبة الأصلية. هذا الإنجاز من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه أمام العديد من الأعمال الفنية المستقبلية التي يمكنها الارتكاز على الألعاب.

وكما استطاعت حصرية البلايستيشن The Last of Us أن تحقق هذه الأرقام القياسية، يمكن لحصرية أخرى يراها الكثيرون أفضل ما أنتجت سوني يمكنها أن تحقق نفس النجاحات، بل وأكثر، إن صُنعت بإتقان وهذه الحصرية هي Red Dead Redemption.

لا صوت يعلو فوق صوت The Last of Us حتى الآن

تمتلئ كل سنة بوابل من الألعاب الجديدة، وإذا وسّعنا من نطاق بحثنا عن العناوين التي تصلح لكي تُحوَّل إلى عمل سينمائي أو مسلسل تلفزيوني مميز، فلن نستطيع إحصائهم، ومع هذا، لا يمكن لأحد أن ينكر تفوق قلة من الألعاب على غيرهم، وعلى رأس هذه القلة من الألعاب نجد أن Red Dead Redemption تنعم بمركزٍ متقدم للغاية، وبالنسبة للكثيرين، تنعم بالمركز الأول، وقبل أن نركز عليها، دعونا نركز على نجاح مسلسل The Last of Us.

كان هدف شبكة HBO من وراء مسلسل The Last of Usواضحًا منذ البداية. كان الهدف هو سرد قصة اللعبة الكاملة بطريقة شيقة في عدد محدد من الحلقات يصل إلى 10 حلقات. وهناك تقارير عديدة تشير إلى أن الموسم الثاني من المسلسل سيتناول قصة إصدارة The Last of Us 2 التي صدرت في عام 2020 لتكمل ما بدأه الجزء الأصلي.

حتى الآن تُحقق HBO الهدف المنشود من المسلسل وتسير على الطريق الصحيح، إذ أنها فعلت تمامًا ما كان ليفعله اللاعبون لو أن القرار بأيديهم؛ فصناع المسلسل اقتبسوا من اللعبة كما يقول الكتاب. المشاهد السينمائية التي حركت مشاعرنا والحوارات المُتقنة والتفاصيل الدقيقة وكل شيء أعجبنا في اللعبة وجدناه في المسلسل. وكما قلنا في البداية، هذا الولاء للعمل الأصلي ضمن نجاح المسلسل وردود الأفعال المصحوبة بالتقييمات الإيجابية وعدد المشاهدات خير دليل على نجاح المسلسل بشكل ساحق.

لهذا يمكننا أن نتوقع نجاح مسلسل Red Dead Redemption

بينما دارت أحداث مسلسل The Last of Us في عالم مُدمّر تفشت فيه الأمراض والفيروسات، ستدور أحداث مسلسل Red Dead Redemption في حقبة قديمة من الغرب الأمريكي، وهي أحد أشهر الحقب التي تناولتها المسلسلات والأفلام. ومثلما نجح مسلسل HBO، من المتوقع نجاح مسلسل RDR إذا ما أخذنا من نجاحهما في عالم الألعاب مؤشرًا، فكما استطاعت TLOU أن تحقق أرقامًا قياسية، فعلت RDR 2 نفس الشيء عندما صدرت في عام 2018.

ولكن ما الذي يجعل سلسلة RDR، وبالتحديد إصدارة RDR 2، خيارًا ممتازًا سينجح بنسبة كبيرة إن تحول إلى عمل فني؟ هناك الكثير من الأسباب، مثل القصة العظيمة؛ فسواء الجزء الأول أو الثاني من Red Dead Redemption، فإن كليهما يتحدثان عن حقبة الغرب الأمريكية القاسية والخروج عن القانون. بشخصيات كاريزمية يسهل التعلق بها، وبنهاية درامية لأقصى حد، يمكن للقصة أن تأسر المشاهدين وتحقق للمسلسل مراده.

أما عن السبب الثاني فهو قاعدة Red Dead Redemption الجماهيرية التي ستلعب دورًا هائلًا حتى قبل صدور المسلسل نفسه؛ فجميعنا رأينا ما فعلته جماهير The Last of Us الغفيرة من دعاية للمسلسل المقتبس عن لعبتهم المفضلة. وبشكل عام، لا تحتاج RDR إلى تعريف؛ فكثيرون لعبوها وهم ليسوا من “الجيمرز”، ووصلت شهرتها إلى حدٍ لم يكن ليتوقعه أحد من جماهير سوني.

وبالنسبة للسبب الثالث من ضمن أسباب كثيرة لن يسعنا ذكرها فهو الشخصيات. تميزت Red Dead Redemption بشخصيات متنوعة، وكل شخصية تميزت بصفات تجذبك إليها وبماضٍ يزيد من ارتباطك بها، وهذا التنوع من شأنه أن يوفر لصناع المسلسل خيارات عديدة ويتيح لهم أساليب مديدة يمكنهم أن يستعينوا بها إذا أرادوا أن يصنعوا أكثر من موسم.